كشف الاتحاد الأوروبي عن خططه للاعتماد على الغاز الجزائري بصورة أكبر، بعد القيود التي فرضها على مشروعين كبيرين لنقل الغاز الطبيعي المسال من روسيا إلى دول الدول الأوروبية على غرار فرنساوألمانيا. فرض الاتحاد الأوروبي قيودا على مشروعين كبيرين لخطوط الأنابيب الروسية لتوريد الغاز الطبيعي إلى أوروبا، كجزء من جهودها الرامية إلى تكثيف الضغوط على موسكو خلال توغلها في شبه جزيرة القرم. وأشار محللون إلى إمكانية لجوء الدول الأوروبية التي تعتمد بقوة على الغاز الروسي بنسبة لا تقل عن 30 بالمائة، ويتوقع أن ترتفع إلى 70 بالمائة في عام 2030، موضحين أن ألمانيا وحدها تعتمد على 32 بالمائة من إجمالي استهلاكها من الطاقة، بينما تعتمد بولندا على الغاز الروسي بنسبة 65 المائة من إجمالي احتياجاتها. ورجح الخبراء إمكانية لجوء هذه الدول إلى الاعتماد على الغاز الجزائري المسال كبديل عن الغاز الروسي ولو للفترة الراهنة. ومن جهته، قال غونتر أوتينجر، مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروب، في تصريح لصحيفة ”دي فيلت” الألمانية، هذا الأسبوع، ”إن الاتحاد الأوروبي سيلجأ إلى تقوية علاقاته مع الجزائروالنرويج وقطر كبديل عن الغاز الروسي، وزيادة استخدام الفحم واستيراد الغاز الطبيعي المسال، ولكن على المدى القصير”، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيجمد محادثات على مستوى عال بشأن خط الأنابيب ”ساوث ستريم” الذي يهدف إلى نقل ما يصل إلى 15 بالمائة سنويا من احتياجات أوروبا من الغاز عبر البحر الأسود، ومن المقرر أن يكتمل بحلول عام 2018، وحذرت اللجنة، العام الماضي، من أن المشروع لا يمكن المضي قدما قبل أن يخضع لقوانين الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك القواعد التي تحد من ملكية خط الأنابيب وتتطلب أن يسمح لشركات أخرى بتوزيع الغاز، وكذلك احترام المعايير البيئية”. وأشار مفوض الطاقة إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض قيودا على خط أنابيب آخر ينقل الغاز من روسيا إلى جمهورية التشيك، مرورا بألمانيا. وقال أوتينجر أن أوروبا الآن في وضع أقوى على تحمل اضطرابات محتملة في الإمدادات، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى شتاء معتدل، وسعة أكبر للتخزين وخطوط الأنابيب التي تسمح بتدفق المزيد من الغاز من الغرب إلى الشرق، فيما أوضح أنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي التواصل مع مصدرين جدد وكذا بناء المزيد من محطات للغاز الطبيعي المسال، كما ينبغي على البلدان الأوروبية أيضا بدء العمل الاستكشافي فيما يخص الغاز الصخري. وأضاف أوتينجر أن ”اعتماد الروس الآن على أموالنا أكبر من اعتمادنا نحن على غازهم”، مضيفا أن ما يقرب من نصف عائدات روسيا مستمدة من مبيعات النفط والغاز، وأكد أوتينجر ”إن الاتحاد الأوروبي يمكنه تقوية العلاقات مع النرويجوالجزائر وقطر كبديل عن الغاز الروسي، وزيادة استخدام الفحم.