حذّرت منظّمة الصحة العالمية من تنامي مستويات الخمول البدني في مناطق كثيرة من العالم، وهو ما سيؤثّر سلبا على الصحة العامة. وحثت على ضرورة اتباع نُظم غذائية صحية وممارسة النّشاط البدني بشكل كاف ومنتظم لضمان الصحة والحفاظ عليها طيلة العمر، خاصة أنّ 3.2 مليون شخص في العالم يموتون سنويا جراء الخمول. وأفادت المنظمة أنّ الخمول البدني يعدّ من بين العوامل الأربعة المتسبّبة في الوفاة العالم، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الغلوكوز والشحوم الشاذة في الدم، والتعرّض للسمنة المفرطة والإصابة بالأمراض المزمنة، كالأمراض القلبية الوعائية والسرطان والسكري، وأنّ شخصا من ثلاثة أشخاص لا يمارس نشاطا بدنيا، وأنّ 3.2 مليون شخص في العالم يموتون سنويا جراء عدم قيامهم بنشاط بدني، حيث يتسبب الخمول في 21 إلى 25 بالمائة من سرطان الثدي والقولون، وفي 27 بالمائة من حالات الاصابة بالسكري، و30 بالمائة من أمراض القلب الفقارية. كما تُعزى المنظّمة 2.7 مليون حالة وفاة في العالم إلى عدم تناول الفواكه والخضر بشكل كاف. وفي السياق متصل، أظهرت دراسة أجريت سنة 2012 تعدّ الأكبر من نوعها، شملت 122 بلد (89% من سكان العالم)، ونشرت نتائجها في مجلة ”ذا لانسيت” الطبية البريطانية، ارتفاعا في معدلات السمنة بشكل مقلق في بعض دول الخليج الثرية، على غرار السعودية والكويت بسبب غياب نظام غذائي صحي والخمول البدني الذي تحوّل إلى وباء عالمي يفتك بعشر الوفيات عالميا، ويوازن بذلك ما يقتله التدخين والكحول ومرض السكري، استنادا إلى عدة بحوث نشرتها المجلة في وقت سابق. الخمول يقف وراء كسور العظام وسرطانات الثدي والقولون وأفادت المنظمة أنّ المواظبة على النشاط البدني من شأنها تقوية العضلات وتمتين بنية العظام وتحسين أداء القلب والجهاز التنفسي، ووظائف العضوية عموما، إلى جانب إسهامها في تقليص نسبة الإصابة بارتفاع الضغط الدموي، وأمراض القلب والشرايين، والسكري، وسرطان الثدي والقولون والاكتئاب. كما تساعد على مرونة الجسم والتحكّم في الوزن وتُخفض من نسبة السقوط والتعرّض للكسور عموما، لاسيما كسر عظم الفخذ، الذي يقعد الكثيرن عن الحركة. لهذا الغرض، رسمت الاستراتيجية العالمية للتغذية والنشاط البدني والصحة التي اعتمدها المجلس الدولي للصحة والتربية البدنية سنة 2004 الخطوات الواجب اتباعها لتنمية النشاط البدني في العالم. وتحثّ الاستراتيجية مختلف الاطراف الفاعلة لاتخاذ قرارات في هذا الشأن على الأصعدة الدولية والإقليمية والمحلية. وفي سنة 2013، اعتمد المجلس الدولي للصحة والتربية البدنية سلسلة من الاهداف العالمية الاختيارية، يرمي جميعها إلى الوقاية والحد من الوفيات الناجمة عن الامراض السارية بنسبة 25 بالمائة، حيث تنصح المنظّمة بموجبها كافّة الأطفال واليافعين بممارسة التمارين الرياضية بمعدّل 60 دقيقة في اليوم، بينما تنصح البالغين بممارسة النشاط البدني بمعدل 150 دقيقة في الاسبوع. وأشارت إلى أنّ 65 بالمائة من الدول الأعضاء في المنظمة قد تبنّت سياسات ترمي إلى محاربة الخمول البدني، وإلى اتفاق الدّول الاعضاء في المنظمة على تقليص الخمول البدني بنسبة 10 بالمائة مع حلول 2025. الجزائر تكتفي بالحث على ممارسة الرياضة لمّا كانت الجزائر من الدّول الأعضاء في المنظمة التي عقدت العزم للحد من تفاقم الخمول البدني في أوساط الجزائريين مع حلول 2025، فقد حثّ البرنامج الوطني للصحة والتغذية (PNNS) التي أصدرته وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات في بنده الثاني على ضرورة ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم ويومي لجميع الجزائريين. لكن تبقى هذه الجهود غير كافية بالنظر إلى أعداد الجزائريين الذين يعانون من السّمنة وفرط الوزن والأمراض المترتبة عن الخمول البدني، رغم مساهمة عدة ”ماركات” لبيع الألبسة الرياضية في بعث الرياضة في نفوس الشبان، على غرار مبادرة ”عدو الجزائر” التي استقطبت آلاف الشباب.