لا وجود للرجل "المعجزة" الاستشهاد بالحصيلة لم يعد له معنى والواقع خير دليل عبّر الرئيس الأسبق، اليامين زروال، عن معارضته لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة في رئاسيات أفريل 2014، مؤكدا في رسالته للأمة، أمس، هي الأولى من نوعها منذ مغادرته لقصر المرادية سنة 1999، أن الانحراف ليس وليد اليوم، بل يعود لسنة 2008 تاريخ تعديل الدستور الذي قام بتعديل المادة 74 من الدستور والتي فتحت العهدات الرئاسية لرئيس الجمهورية بعد أن كانت محددة بعهدتين فقط، واقترح زروال للخروج بما أسماه بالأزمة وضع دستور توافقي يرسي قضاء مستقلا وتعددية حقيقية للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد. خرج الرئيس الجمهورية الأسبق اليامين زروال عن صمته 28 يوما قبل خامس انتخابات رئاسية تعددية تجرى بالجزائر يوم 17 أفريل القادم، حيث وقف الرئيس زروال في رسالة للأمة لأول مرة بمناسبة عيد النصر تحصلت عليها 3 جرائد وطنية، فيما تملك جريدة الفجر خطوطها العريضة، في صف المعارضين لترشح الرئيس بوتفليقة للعهدة الرابعة على التوالي منذ سنة 1999 وهو تاريخ مغادرة اليامين زروال السلطة بعد تنظيمه لانتخابات رئاسية مسبقة فاز بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ودافع زروال عن المؤسسة العسكرية وأكد على ضرورة أن تكون الإنتخابات المقبلة شفافة و نزيهة. وجدد زروال مقولته الشهيرة بأنه ضد ما يسمى ويروج له ب”الرجل المعجزة” في إشارة واضحة لمن يربطون بقاء الاستقرار بالجزائر ببقاء بوتفليقة في هرم السلطة. وتأتي معارضة زروال لترشح الرئيس لعهدة جديدة كموقف مماثل عبرت عنه عديد الشخصيات الوطنية ومسؤولين سابقين على غرار أحمد طالب الإبراهيمي سيد أحمد غزالي، بن بيتور وعلي يحيى عبد النور إلى جانب الجنرال المتقاعد رشيد بن يلس. كما انتقد اليامين زروال، في رسالته، المتمسكين بالعهدة الرابعة، مؤكدا أنه ”لا داعي في جزائر اليوم للاستشهاد بالحصيلة والإنجازات للاستمرار في الحكم”، مضيفا أن هذا الاستشهاد لم يعد له معنى والشعب يعرف الحقيقة. ويرى زروال في رسالته أن ”البحبوحة المالية التي تنعم بها البلاد اليوم ليست نتيجة لنجاعة اقتصادية أو نمو اقتصادي وإنما بسبب ارتفاع عائدات النفط”. ودافع اليامين زروال عن المؤسسة التي ينتمي إليها، الجيش الوطني الشعبي وباقي أسلاك الأمن بما فيهم الحرس البلدي، لافتا الانتباه إلى أن الأخيرة دافعت عن الجزائر إلى جانب قوى الأمن والجيش وجنبت البلاد السقوط في أيدي المتآمرين عليها. وبحسب المصادر التي أوردت المحاور الرئيسية لرسالة الرئيس الأسبق اليامين زروال ل”الفجر” والتي تطرق فيها إلى الوضع العام الذي تعيش فيه الجزائر على جميع الأصعدة، خاصة الشق السياسي عشية الانتخابات الرئاسية. ويرى زروال أبرز مهندسي مشروع قانون الرحمة في 1994 أن الانحراف الذي تعيشه الجزائر ليس وليد اليوم وهو غير مرتبط بالانتخابات الرئاسية القادمة بل يعود لسنة 2008 خلال عملية تعديل الدستور التي ألغت تحديد العهدات الرئاسية، وجاء في رسالته عن هذا التعديل أن ”عصابة اخترقت الدستور في 2008 وكانت وراء اقتراح المواد التي تم تعديلها”. كما حمّل الرئيس السابق الذي بقي ”صامتا وبعيدا عن الأضواء حتى في مناسبات وطنية كبرى على غرار الاحتفالات الوطنية وجنازات الرؤساء السابقين الشاذلي بن جديد، علي كافي، وأحمد بن بلة، الرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة مسؤولية الأوضاع والانحرافات الحاصلة وكذا ما أسماه بشراء الذمم”، حيث تابع يقول ”أحمّلك المسؤولية أمام التاريخ في حالة حدوث اي انزلاقات خطيرة أو مكروه”. وحملت رسالة زروال نصيحة للخروج من الأزمة بوضع دستور توافقي بين كامل الفعاليات الوطنية يقوم على إرساء قضاء مستقل وتعددية حقيقية. ولم تكن رسالة اليامين زروال بمثابة رد على الوزير الأول السابق عبد المالك سلال الذي أطلق مزحة ضد الشاوية تسببت في احتجاجات عارمة بمنطقة الأوراس، لاسيما وأن سكان المناطق استنجدوا بالرئيس السابق المنحدر من ولاية باتنة للرد على إهانات عبد المالك سلال. وقد استقبل نجل اليامين زروال حشود المواطنين الذين قصدوا البيت العائلي لرئيس الجمهورية السابق بعدما تعذر عليهم لقاء اليامين زروال الذي كان متواجدا بإقامته بالجزائر العاصمة.