كثيرا ما يشتكي الشباب في بلديات ودوائر باتنة وحتى بعاصمة الولاية من قلة المرافق الترفيهية والثقافية أو انعدامها، ما يجعل أوقات الفراغ هاجسا لهم ويجعل منهم ضحية سهلة لمختلف الآفات الاجتماعية، وقد استفادت في الآونة الأخيرة بعض مناطق الولاية من مرافق ثقافية ورياضية نوعية نفّست نسبيا عن الشباب والمراهقين وأعطتهم فرصا إضافية لتفجير الطاقات وممارسة الهوايات المفضلة، ولا يختلف الأمر بالنسبة للفتيات الماكثات بالبيت أوحتى المتمدرسات في مختلف المستويات التعليمية. إذ يعد المركز الثقافي لبلدية تازولت بباتنة نموذجا في توفير الكثير من النشاطات التي تستقطب اهتمام الفتيات وحتى ربات البيوت من السيدات، حيث أكد مدير المركز السيد كرار محمد الصالح خلال عرضه لحصيلة نشاطات المركز خلال السنة المنصرمة، أن هذا المرفق يعرف إقبالا معتبرا للعنصر النسوي من دائرة تازولت وحتى من المناطق القريبة منها لما هو متوافر من أنشطة على غرار الطبخ وفن صناعة الحلويات وكذا الخياطة والطرز التقليدي والعصري بالإضافة إلى فنون الحلاقة والتجميل، وهي النشاطات التي ترضي جميع الميولات حسب المتحدث الذي أضاف أن للرياضة النسوية نصيب في المركز من خلال الجناح الخاص برياضة الأيروبيك التي بدأت تأخذ في الانتشار وسط النساء والفتيات، بالإضافة إلى رياضة الكرة الطائرة، وقد وجد هذا النشاط الدؤوب للمركز الثقافي بتازولت استحسان الفتيات وكذا أوليائهن، حيث كشف بعض المواطنين أن الطبيعة المحافظة للمنطقة قد تجعل الولي يمنع ابنته من ممارسة نشاطات رياضية وحرفية بقاعات تابعة للخواص، غير أنه لا يمانع في ذلك إن كان المرفق العمومي مثل المركز الثقافي هو المؤطر والمنظم لهذا النشاط، ما جعل الإقبال يتزايد يوما بعض يوم، كما أكدت إحدى الفتيات المترددات على المركز الثقافي ”أن هذه المرافق ليست حكرا على الشباب، بل إن الفتيات أيضا يهدفن إلى شغل أوقات فراغهن في هوايات مفيدة، كما أن الكثير من الطالبات يهدفن إلى تدعيم شهاداتهن العلمية بشهادات حرفية أو اكتساب مهارات معينة حسب الميولات”، وبالإضافة لما تقدم فإن الكثير من الشباب يمارسون أنشطة رياضية مختلفة بالمركز وقد وصل عددهم إلى 82 منخرطا في نوادي الفنون القتالية لوحدها، إضافة إلى نوادي التنس، البيار، الكرة الحديدة وغيرها، وقد أكد مدير المركز أن المرفق لا يتوانى في إحياء مختلف المناسبات الدينية والوطنية على مدار السنة بالتنسيق مع مختلف الجمعيات والفعاليات والمهتمين، كما ينظم المركز عروضا مسرحية موجهة للأطفال خلال أيام العطل تحتوي مواضيع هادفة، وأكد مدير المركز أن الهدف الأساسي من هذه النشاطات هو إعطاء نفس جديد خاصة بالنسبة للفئة الشبانية والقضاء على الآفات الاجتماعية والظواهر السلبية التي يتجرع مرارتها شبابنا، منوها بضرورة تكاتف الجهود لدفع الحركية الثقافية في هذه المنطقة التي تزخر بتاريخ حافل وعريق.