واقع متردي تعيشه الرياضة الجوارية بعاصمة الغرب الجزائري لا سيما من حيث نقص المرافق الرياضية وهذا راجع بالتأكيد إلى الفهم الخاطىء للرياضة، حيث فهمناها على أساس أنها نتائج وفقط وليست ممارسة، إذ أن نسبة كبيرة من الشعب الجزائري لا تمارس الأنشطة البدنية، لهذا حان الوقت لرفع الإهتمام بالرياضة للقضاء على الكثير من المشاكل منها الإجتماعية كتعاطي المخدرات في أوساط الشباب، والتقليص من فاتورة العلاج وتبقى التجهيزات الرياضية بالجزائر سواء في الأحياء أو الجامعات أو المدرسة على قلتها لا تلبي الطلب وتقف عائقا دون تطوير الممارسة الرياضية، خاصة الجوارية منها. فالتطور الحضاري في الوقت المعاصر يفرض العمل على تطوير ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية شريطة أن يتبع ذلك تشييد مراكب وملاعب جوارية كفيلة باستيعاب أكبر قدر ممكن من الممارسين، خاصة منهم الفئة الشابة وحاجتها لمزاولة الرياضة بل أصبحت ضرورية للفوائد المختلفة التي تعود على الصحة خاصة وأن موضوع ممارسة الرياضة للجميع أضحى أمرا مهما للأشخاص الأسوياء وذوي الخصوصية الذين يعانون من الأمراض المزمنة، حيث تلعب التمارين الرياضية دورا مهما في الوقاية والعلاج. فالرياضة كممارسة تبقى بعيدة عن تحقيق أهدافها في حال عدم توفر الهياكل القاعدية الخاصة بها، لذا سعت السلطات العمومية إلى إنشاء المركبات الرياضية الجوارية التي تتسم بقربها من الممارسين وكذا قلة تكلفتها مقارنة مع الهياكل الضخمة التي لم تثبت نجاعتها في إستيعاب كل الشرائح، حيث اقتصرت على تقديم الخدمات للممارسين من دائرة النخبة. فإنشاء المركبات الرياضية الجوارية في الأحياء سيدفع بالشباب إلى الميل للممارسة الرياضية والمشاركة في مختلف النشاطات البدنية والترفيهية وحتى الإجتماعية. كما أن تطبيق استراتيجية شاملة وفعّالة تتمثل في الدعم بالموارد البشرية والوسائل التعليمية والبيداغوجية المختلفة للمركبات الرياضية الجوارية سيضمن نجاحها في الإستجابة لطموحات الشباب ورغباتهم المتنوعة في مختلف الأعمار ومن الجنسين في الممارسة الرياضية في ظروف ملائمة إنطلاقا من كونها وسائل تهدف أساسا إلى توجيه داخل الجماعات للإحتكاك والتعارف والتقارب فيما بينهم. فالرياضة الجوارية لها أثر بليغ على الحالة الصحية للإنسان وممارستها تؤثر إيجابا على الفرد ليصبح قادرا على الحركة والعطاء والقدرة على القيام بمتطلبات الحياة العصرية وأعبائها بكفاءة عالية وبأقل جهد كما أنها تعد في أحيان كثيرة مرجعا لرياضة النخبة لأن الكثير من اللاعبين البارزين في الأندية الكبيرة مرّوا في صغرهم على الرياضة الجوارية فتعلموا فيها أبجديات الفنون البدنية والتربية الرياضية التي تعد جزء متكامل من التربية وتهدف إلى تنمية الجوانب البدنية والحركية والعقلية قصد ممارسة أنشطة الرياضة الجوارية كهوايات تساهم بشكل فعّال في إستثمار وقت الفراغ لدى مختلف الشرائح من الشباب وعمال متقاعدين وحتى الكهول بما يعود عليهم وعلى المجتمع عموما بالنفع والفائدة بغرض التخلص من هاجس العزلة والركود والإنطواء الذي كثيرا ما يتعرض له البعض من الشباب وعدم استغلال وقت الفراغ في ممارسة بعض الأنشطة الرياضية بإمكانه أن يكون سببا للإنزلاق نحو الخمول والدخول في دوامة الآفات الإجتماعية ومن أجل استقطاب عدد هائل من الشباب الممارسين أخذت السلطات على عاتقها مهمة ترقية الرياضة الجوارية من خلال تشييد ملاعب في كل الأحياء المتواجدة عبر الولاية والتي تتمثل مهمتها في توفير كافة الشروط الكفيلة بممارسة النشاطات الرياضية التي تدخل ضمن مفهوم الرياضة للجميع مع دمجها في الأنسجة العمرانية بمحاذاة المؤسسات التربوية والأحياء والمناطق السكنية الحضرية. فالنشاطات الرياضية في الأحياء تثير عاملا أساسيا في تقريب الشباب وتطوير قدراتهم الذهنية والبدنية وترتكز هذه النشاطات من حيث الإطار التنظيمي على مجالس البلدية للرياضة بغية القيام بنشاطات رياضية مختلفة في الأحياء وتكثيفها والعمل على استقرارها حتى لا تكون أنشطة ظرفية بإقامة دورات رياضية موسمية تحت إشراف الجمعيات الرياضية ولتمكين الشباب من تسيير نفسشه ينبغي الإعتماد على تكوين منشطي الأحياء حيث يكون هذا التكوين حسب إحتياجات كل حي. ومن أجل ضمان الإستمرارية وديمومة تنشيط الأحياء يجب وضع برنامج تظاهرات رياضية محلية وجهوية ووطنية تنطلق من الأحياء وتمر عبر البلدية والولاية. إن ممارسة الرياضة الجوارية يتطلب تنظيم دورات ما بين الأحياء في إطار التنشيط الرياضي للأهمية البالغة على الفئة الشبانية التي تعاني البطالة والتهميش والمعرضة لمختلف الآفات ولهذا يتوجب تجهيز الأحياء والتجمعات الحضرية الكبرى بعتاد رياضي ثابت ومتحرك عن طريق توفير فضاءات ومساحات متعددة النشاطات والتي تعد بالضرورة لجعل النشاط البدني في متناول الجميع.