يحتفي المركز الثقافي الفرنسي بالعاصمة في إطار نشاطاته لشهر أفريل بالمعمار الجزائري الخاص، حيث سيتم استضافت المهندس الجزائري المغترب خليل كنور، والذي سيعرض مجموعة من أبحاثه وقراءاته والتي ستكون القصور الجزائرية محورها، حيث ستخصص ورشة دراسية للتعمق في استعراض خصائص مباني قصبة الجزائر، وتدوين فن العيش في المناطق الحضرية من الجزائر، ويعتبر كنور فن العمارة في الجزائر غني بتنوع المناخ في كل مناطقه وباختلاف الحياة الاجتماعية، والمعتقدات الدينية، وأبرز المهندس ذلك بوضع نماذج مجسمة على سبيل المثال تمثل شكل قصور الجزائر المتنوعة، والتي تشبه قصور بلاد الأندلس فهي مربعة الشكل. ويمتاز المعمار الجزائري بظاهرة مميزة، وهي استخدام زخارف الفسيفساء والتي تعتبر من أقدم الزخارف التي برع فيها الفنان المسلم في ظل طراز معماري وزخارف الفسيفساء عبارة عن قطع صغيرة من الحجارة أو الخزف والزجاج الملون، وتثبت هذه القطع فوق طبقة من الجبس أو الإسمنت وتغطي السطح المراد زخرفته وهو ما تتوفر عليه مباني القصبة، كما سيقدم كنور نوع آخر من الزخرفة الإسلامية وهي فن التحف الخشبية كتطعيم الحشو بالعاج والصدف والأبنوس، وقد ظهرت كثيرا التحف الخشبية في العصر الأموي والعباسي ولكنها ازدهرت في العصر الفاطمي وفي عصر المماليك، كما ظهر فن النقش على الأواني الزجاجية وابتكر الفنان الجزائري طريقة التذهيب والطلاء ووضع الزخارف الذهبية بالريشة عند رسم الخطوط الخارجية وبالفرشاة في المساحات الكبيرة، كما ظهر عند المسلمين فن صناعة الخزف وزخرفته، حيث اشتهر الخزاف الجزائري بمهارته في طلاء الخزف بالميناء ذات الألوان المتعددة، وفي صناعة لوحات من القيشاني، كانت تكسى بها جدران المساجد والقصور، ولم يغفل المركز الثقافي الفرنسي تخصيص برنامج في ذات السياق للأطفال، والذين سيتم التكفل بهم على مدار أسبوع كامل لتعريفهم على مختلف مظاهر فنون العمارة والديكور في جميع أرجاء الجزائر كما ستقدم لهم دروس في صناعة الخزف، والفخار وتزيينه على الطريقة التقليدية الجزائرية.