مصطفى بودينة يقدم شهادة حول السجن الفرنسي سيء السمعة يشارك المخرج الجزائري المغترب بفرنسا محمد الزاوي بفيلمه "عائد إلى مونلوك" إلى جانب21 فيلما تسجيليا طويلا وقصيرا، في مسابقة المهرجان الدولي الثامن للأفلام الروائية والتسجيلية الذي تختتم أيامه سهرة اليوم في العاصمة العمانية مسقط، وهو العمل الذي تم اختياره للمشاركة أيضا في مسابقة الأفلام الوثائقية للمهرجان الدولي ب"مونريال" في كندا. ويروي فيلم "عائد إلى مونلوك" على مدار 62 دقيقة؛ قصة مدير جمعية المحكوم عليهم بالإعدام مصطفى بودينة الذي يعود من خلال الفيلم إلى زنزانته بسجن "مونلوك" في فرنسا رفقة مدير المتحف، ويستعيد ذكرياته الأليمة في هذا السجن مع رفاقه المحكوم عليهم بالإعدام من قبل السلطات الاستعمارية كونهم حاربوا المستعمر وناضلوا من أجل الحرية واسترجاع الاستقلال. كما تضمن الفيلم مجموعة من الشهادات لرجال سياسة ومحامين ومؤرخين ومعتقلين سابقين جزائريين وفرنسيين، والذين عبرّوا عن آرائهم فيما يخص النظام الاستعماري الفرنسي ورفضه الاعتراف بثورة التحرير الوطني. وكذا لضربه عرض الحائط كل القوانين الإنسانية من خلال التعذيب البشع والإعدام. ويستحضر بودينة الذي حكم عليه بالإعدام مرتين خلال ثورة التحرير؛ تجربته في السجن ويحكي الخوف الدائم الذي اعتراه خلف القضبان. ويعد فيلم "عائد إلى مونلوك" نتيجة بحث وعمل على الذاكرة جسّده صاحبه بقليل من الإمكانيات الخاصة والمتواضعة، بينما أنتج محمد الزاوي في أقل من 5 سنوات؛ فيلمين من تمويله الخاص؛ الأول يتعلق بالأديب الراحل طاهر وطار والثاني بمصطفى بودينة بعنوان "عائد إلى مونلوك". من ناحية أخرى، حاز الفيلم على العديد من الجوائز أهمها المرتبة الثالثة، مع تنويه خاص من لجنة تحكيم المهرجان الدولي التاسع للأفلام التسجيلية بهذا العمل الذي لقي ترحيبا كبيرا من المشاركين، بالإضافة إلى الجائزة الأولى خلال الدورة الثانية لأيام الشريط الوثائقي بمدينة مستغانم. كما شارك في مهرجان "الجزيرة" للأفلام التسجيلية في دورته التاسعة.