تعاني المصالح الصحية على مستوى إقليم دائرة الميلية بولاية جيجل نقصا واضحا سواء تعلق الأمر بإهتراء بعض المرافق، أو نقص التجهيز والتأطير، أو عدم إستكمال بعض المشاريع، وفي صدارتها مركز تصفية الدم، حيث يترقب المرضى افتتاحه بين الحين والآخر. تعيش العيادة المتعددة الخدمات، ”علالوش عبد الحميد”، المقابلة لثانوية محمد الصديق بن يحي بمدينة الميلية 50 كلم شرقي الولاية جيجل وضعا مزريا، جراء ظروف العمل السيئة المحيطة بالموظفين، الذين وصل عددهم إلى 25 مؤطر بينهم 04أطباء و14 ممرض يسهرون على تقديم الخدمات الصحية لأزيد من 300 مواطن يوميا من فحص وعلاج وتحاليل طبية داخل قاعات هي أقرب إلى كهوف ومغارات، بسبب إقتلاع الطبقة الإسمنتية في عديد الجدران والأسقف وتسرب مياه الأمطار وانكسار زجاج عديد النوافد، مما سمح بتسرب الهواء البارد للقاعات في عز الشتاء، ناهيك عن معاناة نقص الماء وبعض التجهيزات الطبية، وكذا نقص التهوية وقدم شبكة المياه الخاصة بالعيادة، وحسب مصادر ”الفجر”، فإن هذه العيادة، التي تتوفر على عديد المصالح من مخبر تحاليل وقاعة فحص النساء وقاعة فحص الرجال ومصلحة الولادة والأمومة ومصلحة التلقيح وقاعة طبيب الأسنان، قد أستفادت مند ثلاث سنوات من عملية ترميم إلا أن سوء الإنجاز أبقى المشكل قائما سيما بالنسبة لتسرب مياه الأمطار من السقف وتحول مساحات بعض القاعات إلى برك مائية، عرقلت عمل الممرضين والأطباء، ولقيت استهجان المواطنين المرضى، الذين يقصدون العيادة بكثرة بسبب موقعها في وسط المدينة وتعدد خدماتها.ولم يفتتح مركز تصفية الدم المشيد بمحاذاة مستشفى منتوري بشير لحد اليوم، لتتواصل معاناة المرضى القاطنين في بلديات شرق الولاية، حيث يضطرون للإستفادة من هذه الخدمة بمركز جيجل. من جانبها، تعاني عيادة بلدية أولاد يحي خدروش، الواقعة بمنطقة الشوف من نقائص متعددة، والتي يمكن حصرها في غياب جهاز الأشعة وتجهيز طبيب الأسنان، وغياب التدفئة ونقص التأطير، حيث يشتغل بالعيادة المذكورة طبيبين عامين وطبيبي أسنان و04 ممرضين وقابلة، يسهرون على تقديم الخدمات الصحية لأزيد من 120 مريض يوميا وتلقيح 300 طفل أسبوعيا، مع العلم أن وحدة الكشف والمتابعة الواقعة بمتوسطة بوزيوغ محمد تتوفر على طبيب واحد فيما لايزال منصب طبيب أسنان شاغرا، والطامة الكبرى برأي المواطنين أن الدولة صرفت أموالا طائلة لتزويد العيادة بأجهزة الأشعة، غير أنها لحد الآن لم تشغل، إذ نال منها الصدأ وكأنها أقتنيت للديكور ليس إلا، وقد تساءل المواطنون عن سبب عدم إستعمالها. وقد دفعت هذه النقائص سكان القرية الى التنقل اليومي لعيادات ومستشفى منتوري بمدينة الميلية للإستفادة من أبسط الخدمات الصحية ابرزها حقن مسكنات الآلام وكذا لشراء الأدوية من الصيدليات. أما بخصوص قاعات العلاج المنتشرة في مختلف قرى البلدية فحدث ولاحرج لإفتقارها لأبسط التجهيزات والمؤطرين، ماجعل المواطنون يتنقلون ويرتحلون يوميا رغم إهتراء الطرق والعزلة بحثا عن أبسط الخدمات سواء على مستوى عيادة الشوف أو مستشفى وعيادات الميلية، ولحد الساعة لم يف مدير الصحة بالولاية جيجل بوعوده المقدمة لسلطات بلدية أولاد يحي خدروش في آخر زيارة له للمنطقة، إذ تعهد بمعالجة المشاكل التي تنخر قطاعه داخل البلدية المذكورة التابعة إقليميا لدائرة الميلية.