حذّر المختصون في مجال الصحة الغذائية من أكذوبة “اللايت” التي تعرض حياة الكثيرين من الأشخاص للخطر، فيما يعتبرها آخرون بديلا عن الأطعمة المسببة للسمنة وللأمراض المختلفة الأخرى، حيث اعتبروا أن هذه العبارة التي تسوق على بعض المواد، ما هي إلا خدعة لجذب الزبائن من شتى الفئات. أكدت الدكتورة ليلى مسكين أخصائية التغذية أن أغلب المواد الغذائية التي تعرض في المحلات تحت شعار “لايت” و”خالي من السكر” ما هي إلا خدعة تسويقية لأجل جذب الزبائن من مختلف الشرائح والخصائص، وأضافت محدثتنا أن الأمر يتجاوز كونه تلاعب بالزبائن من أجل تحقيق الربح المادي، بل يصل في أغلب الأحيان إلى الإضرار بصحة المواطنين المخدوعين بخلو هذه المواد من السكريات بنسب معتبرة، وأضافت محدثتنا أن هذه المواد من الواجب إدراجها ضمن المنتجات المغشوشة التي تمنعها مديرية الرقابة الاقتصادية وقمع الغش التابعة لوزارة التجارة، لما تحتوي هذه المواد على معلومات خاطئة قصدا من أجل تلبيس الأمر على المستهلك، ومن أجل الوصول إلى جيبه بطرق ملتوية. لعبارة “لايت” شروط وضوابط أوضحت أخصائية التغذية ليلى مسكين أنه على كل منتج احترام معايير ومقاييس معينة من حيث نسبة المكونات التي تحتويها، وذلك خلال تدوينها لبعض العبارات على غرار “لايت”، “بدون سكر”، “ خالي من الدسم” و”منزوع الدسم جزئيا”،... وغيرها من العبارات التي تطمئن المستهلكين، وخاصة المصابين ببعض الأمراض على غرار السكري، والتي تتيح لهم بديلا عن الأطعمة الأخرى الممنوعة عليه صحيا، حيث أكدت الدكتورة في سياق متصل أن عبارة “لايت” مثلا تتطلب احتواء المنتج على نسبة أقل من 0.2 غرام من السكريات، أي على الأقل 20 بالمائة من نسبتها في المواد الأخرى، غير أن أغلب هذه المواد تتجاوز هذه النسبة، بل وتعوض السكريات الطبيعية بمادة “الأسبارتام” التي تحتوي على نسبة معتبرة من مواد شبيهة بالسكريات تعمل في الغالب نفس عملها، كما أنها غنية بالسعرات الحرارية، وأضافت الدكتورة مسكين أن الإفراط في تناول المنتجات التي تحتوي على “الأسبارتام” تحت اعتقاد أنها لا تسبب الضرر كونها “لايت” مضر جدا بالصحة، مؤكدة أنها من الممكن أن تؤدي إلى ضعف تحكم الجسم في قدر إنتاجه للأنسولين وكذا عدم فعالية الأدوية المأخوذة لعلاج السكري، وغيرها من المخاطر الأخرى. الأخصائيون ينصحون بمقاطعتها أكدت الدكتورة مسكين أنها رفقة أغلب المختصين في مجال الصحة الغذائية ينصحون بمقاطعة المواد التي تسوق على أنها “لايت”، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة في الغالب مخففة، وتحتوي دون شك على نسبة معتبرة من السكريات، وفي ذات السياق قالت محدثتنا أنه لا يجب الاعتماد عليها كونها مفيدة صحيا حسب اعتقاد الكثيرين، خاصة بالنسبة لمرضى السكري، وذلك لاحتوائها على السكريات البديلة كما سبق الذكر، كما حذرت الدكتورة ليلى مسكين الراغبين في الحصول على القوام الرشيقة والذين يلجؤون لهذه المواد ظنا منهم أنها تساعد على تخفيض الوزن وخسارة الدهون، مشيرة إلى أنها تحقق عكس الأهداف التي يطمحون لها، وذلك كونها تعمل على زيادة الوزن، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، خاصة في بعض المشروبات الغازية ومنتجات الألبان، كونها تحتوي على تلك المواد المعوضة للسكر والتي تفتح الشهية وتضاعف الرغبة في الأكل.