يعتقد الكثير من الناس، خاصة المصابين بداء السكري، أن المنتجات التي تحمل عبارة ”لايت” مفيدة، ويجدون في تناولها البديل لما يحرم عليهم من السكريات، حيث أصبحت العديد من المواد الغذائية تحمل هذه العبارة، لاسيما الحلويات، البسكويت، العجائن، الشوكولاطة و'الياغورت' لاستمالة الزبائن نحو هذه المنتجات التي يقال إنها خالية من السكر. يتهافت البعض على شراء منتوجات ”لايت” على أمل أنها لا تحتوي على نسب عالية من الغلوكوز، مما يجعل تناولها غير مضر، لأنه لا يساهم في ارتفاع مستوى السكري في الدم، وهذا يجعل المصابين بمرض السكري يقبلون عليها، في حين يقبل البعض الآخر عليها محاولة منهم الحفاظ على وزنهم أو على الأقل منع اكتساب الزائد منه. تعتمد العديد من المؤسسات للترويج لمنتوجاتها أسماء عديدة على غرار ”ليجي” أي خفيفة، أو ”خالية” أو ”رشاقة”، وهناك حتى من يعتمد كتابة نسبة ”%0” على العلبة للتأكيد على أن المنتوج المسوق خال من السكر أو الدسم بنسبة 100 بالمائة، إلا أن الحقيقة عكس ذلك ،لأنها منتوجات تتوفر على نسب متفاوتة من السكر ومن الدسم كذلك.. ويؤكد المختصون أن عبارة ”لايت” يجب أن تطلق فقط على المواد التي تحتوي على السكر أو الدسم بنسبة 30 بالمائة أقل من المنتجات الأصلية أو العادية. لكن هذا لا يعني أنها تحتوي على كمية أقل من السعرات الحرارية. كما أن المنتوج الخالي من السكر لا يحتوي على أكثر من 0.5 غرام سكر لكل 100 غرام من المنتوج. كما أن المنتوجات ”لايت” في الحقيقة يجب ألا تحتوي على سكريات مضافة، لكن على السكريات الطبيعية مثل الفواكه التي تدخل في تركيبة المنتوج فقط. هذا ما يؤكده خبير التغذية كريم مسوس في حديثه ل”المساء”، مضيفا أن بعض هذه المواد مغشوشة ولا يجب الوثوق فيها، إلا أن البعض الآخر يمكن أن يكون فعالا، لكن لا يجب الاعتماد عليه بصفة متكررة خاصة بالنسبة للمصابين بداء السكري، لأنها تحتوي على سعرات حرارية بنفس كمية المنتوجات العادية، غير أنها ضعيفة من حيث الفيتامينات، الألياف، الدهون والبروتينات المفيدة للجسم. كما أنها منتوجات تساهم في زيادة الوزن، الأمر الذي يوصى مرضى السكري بتفاديه. وينصح نفس المختص بتناول الأطعمة العادية لكن بكميات أقل، ولا يحرم الشخص المصاب نفسه مما تشتهيه، لكن بشكل مناسباتي فقط، مضيفا أن منتجات ”لايت” تحتوي على مكون يسمى ”الاسبارتام” وهي تحلية اصطناعية مسؤولة على إعطاء المذاق الحلو للسان دون أن يمتصه الدم، إلى جانب أنها من الممكن أن تحتوي على بعض المكونات الغنية بالسعرات الحرارية، كالسكر الإضافي ومكثفات ومحليات أخرى، لاسيما السكرين والإكسيليتول ليصبح مذاقها أفضل، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. وأضاف الخبير مسوس أن من بين الأخطاء الشائعة، الأشخاص الذين يلجأون إلى تلك المنتوجات ويأملون في أن تساعدهم على تحقيق هدفهم في الحمية والتخلص من الوزن الزائد، إلا أنهم لا يعلمون أنهم بذلك يتسببون في زيادة وزنهم. من جهة أخرى، يحرص بعض المرضى، لاسيما الذين يعانون من مرض السكري والكولسترول وأمراض القلب، على تناول الأطعمة ”لايت” بشكل مفرط ومعتبرين أن تناولها لن يضرهم، إلا أنهم بذلك يضعون حياتهم في خطر، باعتبار أنها تحتوي على الدهون ونسبة معتبرة من السكر.