نظّم سكان العاصمة الليبية طرابلس أمس عصيانا مدنيا سلميا تضامنا مع نشطاء في مدينة بنغازي شرق البلاد الذين دعوا إلى اعتصام شامل احتجاجاً على تردي الأوضاع الأمنية, وأجبر نشطاء مؤسسات المجتمع المدني في المدينة السكان ومؤسسات الدولة على تنفيذ العصيان والتوقف عن تأدية الأعمال, لإجبار المؤتمر الوطني العام على الرحيل وتسريع تسليم سلطاته وانتخاب حكومة جديدة. ذكرت تقارير إخبارية أن حالة من الهدوء النسبي سادت شوارع طرابلس, حيث رٌصدت الطرقات شبه فارغة وعدد من المؤسسات الحكومية مغلقة باستثناء المخابز ومحطات الوقود والمستشفيات, ويتوقع استمرار العصيان لمدة 10 أيام متتالية لحين استجابة المؤتمر الوطني العام لمطالب النشطاء الداعين للعصيان المدني, وكان عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني ونشطاء وحقوقيين أطلقوا على أنفسهم تسمية ”شباب حركة تمرد”, دعوا سكان العاصمة و كافة ربوع ليبيا في بيان لهم أمس الأول إلى تنفيذ عصيان مدني شامل تستثني منه المستشفيات ومراكز الشرطة ومعسكرات الجيش والمخابز ومحطات الوقود والدفاع المدني, لكن حجم الاستجابة الذي لم يرق إلى المستوى المطلوب دفعهم إلى فرض الأمر بالقوة وإجبار مؤسسات الدولة والجامعات والمدارس بالمدينة إلى غلق مقراتها والتوقف عن تقديم الخدمات, وقال مصدر مستقل من مؤسسات المجتمع المدني أن مطار بنغازي أغلق, فيما منع مسلحون الطلبة من دخول الجامعة, بينما وقعت المدارس تحت التهديد لعدم استقبال طلابها رغم أن العشرات منها فتحت أبوابها أمام التلاميذ, وحسب بيان الحركة يستمر العصيان المدني السلمي لمدة 10 أيام حتى تلبى المطالب في الدعوة لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة بالانتخاب الشعبي المباشر وتحديد موعد واضح لهذه الانتخابات, وأن يتم اعتبار الحكومة الحالية حكومة تسيير أعمال حتى انتخاب البرلمان المقبل وتجميد عمل المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته لحين انتخاب بديل له وتسليمه السلطة.