استحضر الفنان عبد القادر جريو روح شيخ المسرحيين الجزائريين، الراحل بن ڤطاف، صورة وصوتا على خشبة المسرح الجهوي لسيدي بلعباس، مكرّما إياه بإعادته لمقتطفات من عمل عمي امحمد الشهير ”العيطة”، وبطريقته الخاصة التي أثرت في الجمهور ونالت إعجابه. مقتطفات من ”عيطة” بن قطاف.. فكرة أراد الممثل والفنان عبد القادر جريو تجسيدها ركحيا، في إطار فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان المسرح المحترف بسيدي بلعباس، التي انطلقت أول أمس وتستمر إلى غاية الفاتح ماي القادم، حيث أعاد سرد رائعة بن ڤطاف على أذهان الحضور الغفير الذي وقف بالمناسبة دقيقة صمت ترحما على روح فقيدي المسرح الجزائري بن قطاف وعصماني، من خلال تركيزه على لغة الحوار والحركات بينه وبين بن ڤطاف حول الموضوع الذي تطرقت إليه مسرحية ”العيطة”، والذي غاص في حياة ووصف واقع مر لشعب مقهور من طرف السلطة، التي تقطع آماله وتصنفه في الخانات الدنيا، ومن جهة أخرى تعكس أولئك الذين صعدوا سلالم الحكم بطرق ملتوية دون نضال أو إيمان منهم بحق الشعب في أن يعيش حياة كريمة، فكان التناغم والتناسق باديا وكأنّ بن ڤطاف حي يتحرك على الركح كيفما يشاء. هذه الفكرة نالت رضا الجمهور الذي بدا تأثره واضحا بموت عمي محمد، فصفق طويلا لأداء جريو المميز. ولم يخلُ الحوار من الطرافة والفكاهة بين اثنين أحدهما في الحياة الدنيا والآخر في الحياة الآخرة، على خشبة واحدة جمعتهما بروح الماضي وعبق الحاضر وطموح المستقبل، وسط فلسفة وتأمل في فكر وهدف المرحوم الذي رفض مراتب السلطة وأحب الشعب وخلد مآسيه في أعمال كثيرة. 10 دقائق.. زمن العرض الذي قدمه وكتبه وأخرجه عبد القادر جريو، مستعملا ديكورا وسينوغرافيا زاوجت بين فيديو لبن ڤطاف عن دوره في مسرحية العيطة، وعناصر على الخشبة ضمت أوراقا وطاولة. كان كلّ الإبداع كافيا لتذكر مناقب بن ڤطاف الخالدة في المسرح الجزائري، وكشفت عن صفاته الحميدة وقوته في التعبير عن الواقع رفقة المرحوم عز الدين مجوبي وآخرين من رواد أبي الفنون في بلادنا. وقال جريو على هامش مقتطف العيطة: ”أردت بطريقتي الخاصة أن أحتفي بعمي محمد الذي غادرنا وترك لنا ما نفخر به، معبرا ”عمي امحمد رسائلك وصلت”.