قدمت، أول أمس، بالمسرح الوطني الجزائري، تعاونية الشلف ''أصدقاء المسرح''، التابعة للمركز الثقافي ألبير كامو، مسرحية ''العيطة'' التي عرضت في الثمانينيات من قبل المخرج المسرحي زياني شريف عياد، والتي كتبها محمد بن فطاف، من تمثيل كل من محمد بن فطاف، صونيا والمرحوم عز الدين مجوبي، وذلك بالتزامن مع الذكرى ال 51 لرحيل هذا الأخير· يزيد بابوش المسرحية من إخراج ميسوم لعروسي بمساعدة الفنان رشيد جرورو وسينوغرافيا لحمزة جاب الله، وتمثيل مجموعة من 10 ممثلين شباب يتقدمهم كل من عبد القادر حمراني، ميلود بن غالية، الهادي صالحي وبن احمد جميلة· يدور موضوع النص الأصلي الذي كتبه محمد بن قطاف حول وضعية المجتمع الجزائري في مختلف المجالات أيام الحزب الواحد، وعلى رأسها المجال السياسي، بالإضافة إلى التغيرات التي طرأت على ذهنيات الفرد الجزائري بعد الانتقال إلى التعددية الحزبية، كما تطرق أيضا إلى المشاكل التي انجرت عن هذا الوضع كتسريح العمال، ومشاكل اجتماعية أخرى منها البطالة والفقر· إذا كان المشكل الرئيسي الذي دارت حوله مسرحية ''العيطة'' الأصلية هو البرغي الذي ينقص القطار من أجل انطلاقه مرة أخرى من المحطة، فإن نفس المشكل تدور حوله أحداث مسرحية ''العيطة'' لتعاونية أصدقاء المسرح للشلف، لكن هذه المرة البرغي يخص ''عيشوش'' الآلة المعطلة في أحد المعامل، والذي ينطلق من أجله أحد العمال ''الجمعي بن محمد الخير'' في رحلة البحث عن هذا البرغي، وفي رحلة البحث هذه يلتقي بعدة أشخاص بداية من المشردين الذين يعيشون في مفرغة عمومية إلى المرشحين للانتخابات الذين ينشطون تجمعات لإقناع المواطنين للتصويت عليهم، هذه المشاكل والعراقيل التي تعترض ''الجمعي'' تجعله ينفجر من فرط الكبت ب ''عيطة'' يفرج بها عن كل ما هو مكبوت في داخله· كانت ''العيطة'' التي أخرجها ميسوم لعروسي عيطة 2010 رغم استعماله للنص الأصلي لمحمد بن فطاف، ولكن بنظرة إخراجية جديدة· ففي حين اشتغل زياني شريف على 3 ممثلين فضّل ميسوم الاشتغال على 10 ممثلين، فكانت السينوغرافيا بسيطة جدا حيث استعمل على مدار المسرحية كلها شريط من القماش الأبيض الذي استعمل كمنصة، حائط ونعش··· كما كانت ملابس الممثلين في الأول كلها سوداء تعبيرا عن الفكر الواحد، الدين الواحد والحزب الواحد· كما أضاف المخرج مقطع صغير في آخر المسرحية بعد ''لعيطة'' التي انتهت فيها المسرحية الأصلية والتي نزع الممثلون فيها أزياءهم السوداء لتظهر تحتها ملابس بمختلف الألوان، في إشارة إلى التعددية الحزبية والحريات الشخصية التي عرفها الشعب الجزائري· ثلاثة أسئلة إلى: ميسوم لعروسي (مخرج مسرحي) سأله: