أوضح المخرج المسرحي بلعالم أحمد، بأنّه أجرى تغييرات على النص الأصلي لصامويل بيكيت وحاول خلال إخراجه مسرحيا للجمهور العريض تبسيطه وتخفيفه، وحسب قوله ”لو تركت النص الأصلي كما هو لخسرت الجمهور العريض ن فحذفت بعض المشاهد التي تتنافى مع قيم المجتمع والجمهور الجزائري”. وأكدّ بلعالم على هامش عرض مسرحية ”النهاية” عن نص بيكت، الأربعاء، بمسرح بلعباس الجهوي، أنّه حافظ فقط على الفكاهة وخفة الظل التي تميز كتابات ”بيكيت” في النص الأصلي، حيث البطل يتخلص من والداه في أكياس القمامة، قائلا: ”أنا اخترت أن أعوض الأكياس بتوابيت الموتى لأبين خطورة المعاملة السيئة للوالدين بطريقة محترمة تبرز أنهم ليسوا بأموات ولا بأحياء”. وفي ديكور المسرحية يسوده الرمادي تدليلا على بداية النهاية، والفاصل الرفيع بين الأبيض والأسود، الحياة والموت، الحب والكراهية، كما أن الجو العام للعمل كان متشائما درامتكيا عاكسا للطريقة التي يكتب ”بيكيت”. النص يدور حول إمرأة كفيفة ومقعدة على كرسي متحرك، شديدة التسلط والتعجرف، تسقط كامل عجرفتها على خادمها الشاب الذي ربته منذ صغره ويعاني من صعوبة في المشي، هذا الأخير يحلم ويأمل في اليوم الذي يهرب فيه من هذا المنزل وهاته الحالة. المرأة المقعدة تحبس والداها المتقدمان في السن في تبوتان للموتى، يفتحان فقط لإطعامهما نادرا. أطوار المسرحية تجري في منزل عتيق معزول عن الناس يطل على بحر هائج وسماء رمادية، يعمه السكون إلا نادرا خلال صرخات صاحبته المتسلطة وصوت القطار المرعب الذي يمر أحيانا بالجوار. النص عبر عن عدة تناقضات عمدا كالحب الممزوج بالقساوة، والأحياء الأموات، الأمل في زمن الدمار،كما كانت المشاهد والكلمات سيميولوجية بحث كالمقطع المتكرر أين تأمر صاحبة البيت خادمها بأن يجرّها في كرسيها المتحرك نحو أرجاء الغرفة وأن يموقعها في وسط المكان، هنا أوضح المخرج أن الحركة كانت على طريقة لعبة الشطرنج أين يموت كل الجنود وباقي القطع وتحية الملك والملكة. قال المخرج أنّه اختار الديكور الرمادي لإخفاء ملامح الشخصيات ما يعتبر رسالة في حد ذاته وأسلوبا للتبليغ، وأضاف أنه في النص الأصلي ل”بيكيت”، المرأة المتعجرفة هي رجل لكن عوضها بالمرأة، لإضافة التناقضات، حيث تتحول شخصية المرأة المعروفة بالحنان والطيبة، إلى إنسان متسلط عديم الأحاسيس.