افتكت مسرحية "النهاية" لفرقة جيلالي بن عبد الحليم من مستغانم، إخراج 'أحمد بلعالم'، الجائزة الأولى للمهرجان المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس 2014 دورة أحمد بن قطاف، مفتكة بذلك تأشيرة التأهل للمشاركة في المهرجان الوطني المحترف للمسرح هاته السنة بالجزائر العاصمة، نص المسرحية اقتباس من كتابات رائد المدرسة العبثية صامويل بيكيت، أما المرتبة الثانية فعادت لمسرحية " الأول مكرر" لتعاونية فضاء الثقافة من العاصمة إخراج 'عباس محمد إسلام'، ورجعت الجائزة الثالثة لمسرحية "الغول بوسبع ريسان" أداء التعاونية الثقافية لأصدقاء المسرح من الشلف، نص مراد سنوسي وإخراج ربيع أوجاود. واختتمت سهرة أمس الأول فعاليات المهرجان المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس 2014 دورة أحمد بن قطاف تنافست على جوائزه سبع فرق من العاصمة وولايات الغرب، إضافة إلى عدد من العروض الشرفية. وتميزت سهرة الاختتام بعرض مسرحية "دار العجب" لنص 'أحمد بن كحلة' تروي قصة فنان منسي، حاول المسؤولون تكريمه لكن المنية وفته قبل ذلك، تاركا بعده سبعة أخوات يتخاصمون حول منزله القديم الذي تركه وراءه، يتأزم الصراع بين الأشقاء، يلجؤون إلى الانتخاب حول من يعيش في البيت أولا لكن دون جدوى إلى حد أن يقتل الأخ أخاه خطأ، العمل حاول عكس الأحداث التي مرت بها الجزائر منذ الاستقلال مرورا بفترة الثمانينات وسنوات الجمر، المسرحية كانت مليئة بالكوميدية الساخرة والهادفة في الآن ذاته والتي تفاعل معها الجمهور.
"النهاية"... تجسيد لمتناقضات الحياة رفعت فرقة جيلالي بن عبد الحليم من مستغانم تحد صعب بأداء مسرحية "النهاية" المقتبسة من نص رائد المدرسة العبثية صامويل بيكيت، والذي نالت بها الجائزة الأولى للمهرجان المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس، حيث قدمت المجموعة نص محفوفا بالرموز والإيحاءات الفلسفية التي تتطلب مجهودا معتبرا في الإداء والتلقي بالنسبة للجمهور، إلا أن الانتاج كان محترفا يرقى إلى حدث المهرجان السارية فعالياته، وينم عن كثير من المجهود والبحث والتمكن خاصة لدى مخرج النص "بلعالم أحمد". وعلى هامش المسرحية التي عرضت الأربعاء بالمسرح الجهوي لمدينة بلعباس أوضح المخرج "بلعالم أحمد" أجرى تغييرات على النص الأصلي لصامويل بيكيت وحاول خلال اخراجه مسرحيا للجمهور العريض تبسيطه وتخفيفه، لأانه وحسب قوله "لو تركت النص الأصلي كما هو لخسرت الجمهور العريض كمأ أنني حذفت بعض الأجزاء التي تتنافى مع قيم مجتمعنا وجمهورنا الجزائري، محافظا على الفكاهة وخفة الظل التي تميز كتابات "بيكيت"، وأضاف في النص الأصلي البطل يتخلص من والداه في أكياس القمامة "أنا اخترت ان أعوض الأكياس بتوابيت الموتى لأبين خطورة المعاملة السيئة للوالدين بطريقة محترمة تبرز أنهم ليسوا بأموات ولا بأحياء". ديكور المسرحية يسوده الرمادي تدليلا على بداية النهاية، والفاصل الرفيع بين الأبيض والأسود، الحياة والموت، الحب والكراهية... كما أن الجو العام للعمل كان متشائما درامتيا عاكسا للطريقة التي يكتب "بيكيت". النص يدور حول امرأة كفيفة ومقعدة على كرسي متحرك، شديدة التسلط والتعجرف، تسقط كامل عجرفتها على خادمها الشاب الذي ربته منذ صغره ويعاني من صعوبة في المشي، هذا الأخير يحلم ويأمل في اليوم الذي يهرب فيه من هذا المنزل وهاته الحالة. المرأة المقعدة تحبس والداها المتقدمان في السن في تبوتان للموتى، يفتحان فقط لإطعامهما نادرا. أطوار المسرحية تجري في منزل عتيق معزول عن الناس يطل على بحر هائج وسماء رمادية، يعمه السكون الا نادرا خلال صرخات صاحبته المتسلطة وصوت القطار المرعب الذي يمر أحيانا بالجوار. النص عبر عن عدة تناقضات عمدا كالحب الممزوج بالقساوة، والأحياء الأموات، الأمل في زمن الدمار... كما كانت المشاهد والكلمات سيميولوجية بحث كالمقطع المتكرر أين تأمر صاحبة البيت خادمها بأن يجرها في كرسيها المتحرك نحو أرجاء الغرفة وأن يموقعها في وسط المكان، هنا أوضح المخرج أن الحركة كانت على طريقة لعبة الشطرنج أين يموت كل الجنود وباقي القطع ليحيى الملك والملكة. المخرج أوضح أمه أختار الديكور الرمادي لإخفاء ملامح الشخصيات ما يعتبر رسالة في حد ذاته وأسلوبا للتبليغ، وأضاف أنه في النص الأصلي لبيكيت، المرأة المتعجرفة هي رجل لكن عوضها بالمرأة، لإضافة التناقضات، حيث تتحول شخصية المرأة المعروفة بالحنان والطيبة، إلى إنسان متسلط عديم الأحاسيس. كما أوضح "بلعالم" أنه خريج المدرسة الروسية المهتمة بالكمال، ففي إخراجه لل "النهاية" حرص على تمكن الممثلين من أدوارهم وتقمص الشخصيات بسيكولوجيا لا مجرد حركات وكلمات، وإنما الدخول في عمق إحساس أبطل المسرحية" تجدر الإشارة إلى أن مسرحية "النهاية" من انتاج فرقة الجيلالي عبد الحليم، بطولة بوقا صارة في دور المرأة المتسلطة، دراوي فتحي في دور الخادم الشاب، أما الوالدين المحبوسان في التابوت فهما على التوالي : "بلعالم إيمان"، و"عبد الحق طاهيري".
لجنة التحكيم: " مستوى المشاركات هزيل واقتباس النصوص كان سيئ" وفي كلمة لعضو لجنة تحكيم المهرجان "محمد شواط" أبدى امتعاض هاته الأخيرة من المستوى الهزيل الذي طغى على الأعمال المشاركة، حيث قال "مستوى الممثل باهت وهزيل في هذه الدورة، ويلزمهم المزيد من التأطير والتطوير، كما أن كثير من الاقتباسات للنصوص الأجنبية العالمية كانت سيئة جدا، حيث لمسنا تصادما رهيبا فيما يقدم على ركح المسرح والكتابات الأصلية. وأضاف المتحدث باسم لجنة التحكيم أن كل المسرحيات المقدمة خضعت للتمحيص، التقييم والتحليل مباشرة بعد تقديمها وبطريقة متساوية وعلى حد السواء،