يشتكي الفريق الطبي العامل بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأورام السرطانية للأطفال "الأمير عبد القادر" بمنطقة الحاسي بوهران، من نقص حاد في أكياس الدم، كما علمت "الفجر" خلال زيارتها لعين المكان، حيث يوجد نقص لإسعاف المرضى خاصة الذين يعانون من عجز كلوي من الأطفال المصابين بالسرطان، الذين وجدوا أنفسهم مهددين بالموت في أي لحظة. أصبح الفريق الطبي العامل بالمركز يستنجد بالجمعيات الخيرية التي تتصدق على المستشفى بالكثير من المساعدات، التي لم تستطع إدارة المستشفى توفيرها للمرضى الذين يتجاوز عددهم 63 طفلا، يتواجدون في ظروف مزرية في ظل التأخر الكبير في إجراء العلاج الكيماوي لهم وذلك أمام نقص الآلات المتخصصة، والتي يقابلها ارتفاع في عدد المرضي الذين يستقبلهم المركز من جميع ولايات الغرب التي تفتقر إلى مثل هده المراكز المتخصصة في معالجة الأورام السرطانية. يحدث ذلك في الوقت الذي تحولت فيه مصلحة جراحة الأطفال بمستشفى وهران إلى مذبح لبتر الأرجل وأعضاء أخرى من أجساد المرضى من الذين نخر السرطان أجسادهم، في غياب العلاج الكيماوي. وضعية مأساوية وقفت عليها الفجر خلال زيارتها للمستشفى المتخصص في الأورام السرطانية بمنطقة الحاسي، الأمير عبد القادر بوهران، حيث وجدنا أطفال يكابدون مع أمهاتهم التي تلازمهم في غرف شبيهة بالأفران، نتيجة الحرارة الكبيرة والمرتفعة بالمنطقة، وذلك نتيجة الاكتظاظ الحاصل في كل غرف المرضى المتواجدين بالمركز من يوم إلى 5 سنوات ومن 6 إلى 16 سنة منهم الإناث والذكور، ما جعل عائلات المرضى يقومون بفتح النوافذ على مصراعيها لتغير الروائح الكريهة المنتشرة في أرجاء المصالح الطبية بعد انتشار القمامة والأوساخ فيها، وهو ما زاد من تعفن الوضع، وحاولنا أن نلتقط صورة لوضعية الأطفال المرضى بالمستشفى ووجدنا سدا منيعا من قبل العاملين في المصلحة، بعدما أكدت لنا إحدى العاملات أن مدير المستشفى ”استحلفنا” أن لا نترك أي شخص يلتقط صورة للأطفال المرضى فما بالك إذا كان مصورا صحفيا أو صحفية، بعدما أبدت تخوفا كبيرا من مسئول المركز، على معاقبتها ونزلنا عند رغبتها، بالرغم من أنه كان بوسعنا أخذ صورة سرية لكن الوضعية الصحية المتأزمة للمرضي جعلتنا نحترم الوضعية التي هم عليها، في غياب التكفل الصحيح بهم، إلى جانب ذلك يعاني الفريق الطبي بالمركز من عدم وجود ”أدوات لإجراء الحقن” وهي من أبسط الأشياء ليتوفر عليها المستشفى، فما بالنا بالأدوية والوجبات الغذائية وكذا حفاظات الأطفال الصغار الدين تتراوح أعمارهم من صفر إلى 5 سنوات، تقربنا من عدد من المرضى وكان الاستياء باديا عليهم لعدم مزاولتهم دراستهم التي انقطعوا عليها لغياب مدرسين في الطور الثانوي ما جعلهم يقاطعون الدراسة بكل أسف، وذلك ما لم توفرهم لهم إدارة المركز، لعل الأمر ينسي المرضي الدين أقعدهم المرض، وضعيتهم الصحية المتدهورة، إلى جانب ذلك يفتقر المرضي أيضا إلى قارورات المياه المعدنية الغير متوفرة والتي تجلبها كثيرا من الوقت الجمعيات الخيرية، كلها مشاكل زادت من تعفن الوضع بالمستشفى الذي أصبح المرضى فيه يعانون من نقص التكفل الصحي ما جعلهم مهددين بالموت في أي لحظة.