أكدّ المنشد الجزائر محمد المغازي بأنّ واقع الإنشاد في الجزائر لا يبشر بالخير، بعد التهميش الممارس عليه من قبل مسؤولي الثقافة في البلاد، مما جعله مناسباتي، وشدد على تقصير الإعلام الوطني في حقه عكس ما يقوم به هذا الأخير في باقي البلدان العربية. وقال في حوار ل”الفجر” بأنّ الأمل في تطوره واحتلال مكانة مهمة مع باقي الفنون الأخرى لا يزال قائما خصوصا وأنّ جلّ المنشدين ينشطون عبر الشبكة العنكبوتية. بداية، كيف ترى واقع الأنشودة في الجزائر؟ مما لا شك فيه أنّ الإنشاد فن راقي جدا بكلامه الطيب ومواضيعه الهادفة التربوية ولحن المنشدين الشجي وأخلاقهم الرفيعة التي يتسمون بها، لذلك من المفروض أن يكون واقعه مزهرا ومشرقا، بينما واقع الإنشاد في الجزائر كما هو واضح مهمش ومقصى بطريقة عمدية أو غير ذلك، تماما من طرف الحكومة الجزائرية ووزاراتها كما أنه يقتصر فقط على المناسبات الدينية وينظر إليه من زاوية فكرية وفنية ضيقة جدا للأسف وهذا عكس ما نراه في دول المشرق العربي وبلاد الشام، حيث يعطيه الإعلام حقه الكافي الوافي في البروز والبزوغ. ذكرت تعرض الإنشاد للتهميش، فماذا عن الجمهور، هل هو مهتم به أم يميل أكثر إلى حفلات الغناء؟ كما أسلفت الذكر، بأنّ الإنشاد يعيش واقع التهميش، والذي يضم عديد المشاكل الأخرى تمسّ الإدارة على المستوى الوطني والولائي والإداري حتى ببلديتك أقول، أما بالنسبة لنظرة المجتمع، فإن فن الإنشاد يلقى شعبية كبيرة جدا في مجتمعنا الجزائري إذ لا تكاد تجد منزلا يخلو من منشد واحد على الأقل خاصة في وسط الجزائر والصحراء الجزائرية وبما أن لنا فرقة إنشادية ”فرقة أنوار الدوسن للإنشاد” فإن تهافت الشعب على طلبات لإقامة حفلات الأعراس والأفراح والإقامات الجامعية كثيرة ونضطر أحيانا لإلغاء بعضها وهذا دليل على تقبل المجتمع لفكرة الإنشاد بقوة. كيف يتعامل الإعلام مع الإنشاد؟ الإعلام هو جوهر المشكلة، خصوصا في السنوات الأخيرة، فرغم الحفلات القمامة في شهر رمضان، إلا أنّ تغطياتها قليلة حسب اعتقادي، بينما من جهة أخرى تشهد تغطيات الفن والطرب إقبال إعلامي كبير، وهناك قوي للغناء الماجن وغير الهادف وكما نعلم أن للجزائر أكثر من 12 قناة فضائية ولا نجد على الأقل قناة تهتم كل الاهتمام بالإنشاد كفن قائم بحد ذاته. إضافة إلى التهميش والتعامل ”الشحيح” للإعلام مع فن الأنشودة، هل تتلقون دعما من وزارة الثقافة أو السلطات المحلية لمدينة بسكرة، لتمويل ألبوماتكم وتوزيعها في السوق؟ لا ننكر دعم وزارة الثقافة للجمعيات الثقافية التي تهتم بالإنشاد والمنشدين، لكن بصراحة هذا الدعم يعدّ رمزي جدا مقارنة بما يتلقاه المغني والفنان، سيما ما يتعلق بإحيائه للحفلات الفنية، فإنّه يتقاضى الملايين إن لم اقل الملاييير مقابل حفل مدتها ساعة أو ساعتين من الزمن، وبمقارنتنا بين المهرجانات الجهوية والوطنية للإنشاد والحفلات الصاخبة والتي تدعو ل”الفجور والفساد” نجد الفارق شاسعا جدا، ويظل السبب مجهولا للأسف ؟، غير أنّ الأمل يبقى موجودا في المجتمع الجزائري وعند المنشدين الغيورين على هذا اللون الفني الجميل، إذ يسعون بكل الطرق لإظهار طاقات الجزائر وشبابها المبدع وأبرز مثال على ذلك على ذلك استغلالهم للشبكة العنكبوتية أحسن استغلال بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفايس بوك والتويتر وأذكر بعض المبادرات الناجحة من نوعها إنشاء مجموعات مثل: راديو ندى الإنشاد الجزائري، ورابطة منشدي الجزائر، هذا ما أعتبره مبادرات جميلة تستحق التشجيع. من يمولّ نشاطات وأعمال فرقة ”أنوار الدوسن” التي تنتمون إليها؟ ”أنوار الدوسن”، فرقة فتية تأسست رسميا في سبتمبر 2012. وبفضل امتلاك أعضائها للموهبة والخبرة فقد استطاعت أن تصنع إسما مهما لها وتحتل مكانة في الساحة الإنشادية الجزائرية، كما أنّها تمكنت من افتكاك المراتب الأولى في بعض المسابقات الولائية الخاصة بالإنشاد وبخصوص تمويل الفرقة الإنشادية ”أنوار الدوسن”، تتكفل جمعية المنتدى للثقافة والفنون لولاية بسكرة بالتمويل وبكافة المصاريف المادية ومساهمتها في مختلف نشاطات وجولات الفرقة الفنية عبر تراب الولاية وباقي أرجاء الوطن. ما هو الجديد الفني الذي تحضرّ له الفرقة؟ أطلقت الفرقة أولّ ألبوم لها، مؤخرا، يتضمن ثلة من الوصلات التراثية ومجموعة من الأناشيد الخاصة بالوطن ومنها ”جزائر عليك أنادي”، ”مدي يديك”، ”يا جزائر”، ”بسم الله بدينا”، على أمل التحضير وإنتاج أعمال أخرى.