كان لقاء ”الفجر” مع المنشد عابي الجوهري من فرقة ”الأشواق”، القادمة من ولاية بشّار، فرصة لتسليط الضوء على واحدة من أعرق فرق الإنشاد بالجنوب الجزائري، وأيضا لمعرفة هموم المنشدين الجزائريين، وعلاقاتهم مع المنشدين الآخرين في العالم العربي والإسلامي نأمل أن تكون قناة القرآن الكريم سندا للمنشدين الجزائريين وقد أعاب المنشد في هذا الحوار، على هامش مشاركة الفرقة في فعاليات ليالي التراث والإنشاد، الذي بادر الديوان الوطني للثقافة والإعلام لتنظيمها منذ 16 أوت الفارط، واختتم فعالياتها سهرة أمس بقاعة الأطلس باب الوادي بالعاصمة، على وسائل الإعلام إقصاءها للأنشودة الدينية واهتمامها بأنواع الغناء الأخرى. ”الفجر”: هل لك أن تحدثنا عن بداية فرقة الأشواق، في الإنشاد والمديح الديني؟ عابي الجوهري: لقد أطفأنا هذه السنة سنتنا ال 20 من التواجد في الساحة الوطنية، فالفرقة تأسست يوم 5 جويلية من سنة 1990، بالمركز الثقافي طارق بن زياد بالحي العتيق الدبدابة، التابع لولاية بشار. في البدء كان اسم المجموعة ”الإصلاح”، وفي مطلع عام 1993 ارتأى أعضاء المجموعة تغييرها من ”الإصلاح” إلى اسم آخر، فاستقر الرأي على فرقة ”أشواق”، وهي تضم 18 عضوا. ما هو الهدف الذي تأسست من أجله الفرقة؟ ساهم في تأسيس الفرقة بعض شبان المنطقة، همهم الوحيد العمل على نشر فن الإنشاد والمديح الديني، وإحياء التراث المحلي للمنطقة، كما قمنا بتنظيم عدة مسابقات وملتقيات تعنى بالإنشاد وحفظ القرآن الكريم بولاية بشّار، كأيام بشّار للقرآن الكريم، والهدف من هذه النشاطات هو حث فئة الشباب على فعل الخير. سبق لكم أن شاركتم في ملتقيات تهتم بالمديح والإنشاد خارج الوطن، كيف هو تقييمكم لهذه المشاركات، وماذا أضافت لكم؟ صحيح، لقد كان لنا شرف تمثيل الجزائر سنة 2008 في فعاليات المهرجان العالمي للأنشودة الإسلامية، الذي أقيم بفرنسا، وفي الحقيقة كانت مشاركة مميزة، لأننا كنا الفرقة الوحيدة التي تمثل شمال إفريقيا في هذا الحدث العالمي الهام، الذي شاركت فيها العديد من الفرق الإنشادية العالمية من تركيا، سوريا، وغيرها من الدول الإسلامية، بالإضافة إلى عدة مشاركات في مختلف مهرجانات الإنشاد التي تقام في مختلف أرجاء الوطن والعالم العربي. أما فيما يخص تقييمنا لمثل هذه المشاركات، فنحن نعتقد أنها ساهمت كثيرا في بلورة أفكارنا وطريقة تقديمنا لأعمالنا الإنشادية، وهذا يبدو واضحا في أعمالنا، حيث يلاحظ المتتبع لمختلف أناشيدنا التغيير والنضج في العمل الجديد مقارنة بما سبق، وأن ما قدمناه يأتي بتعرفنا على تجارب الآخرين. 20 سنة كانت كافية لكي تحتكوا بمنشدين من خارج حدود الوطن، فهل أثمرت تلك النشاطات تعاونا في مجال الإنشاد ؟ خلال هذه المسيرة المباركة، كانت لنا فرصة تقديم بعض الأعمال المشتركة مع منشدين جزائريين وعرب في مختلف المحافل الإنشادية التي جمعتنا، قدمنا معهم بعض الأعمال التي نعتبرها إضافة لفرقتنا وللإنشاد الجزائري. وسبق لنا أن قدمنا مع المنشد مصطفى الجعفري من لبنان، عدة أعمال مشتركة، من بينها أنشودة خاصة بالقضية الفلسطينية، وهي أنشودة حققت الكثير من النجاح في الوطن العربي، وبالتحديد في منطقة سوريا، لبنان، فلسطين. وكم أثمرت هذه السنوات العشرين من تواجدكم في الساحة الوطنية من أعمال؟ لدينا، والحمد لله، خمسة ألبومات إنشادية، بدايتها كان ألبوم ”موطني”، سنة 1991، ثم ”أرض الشهداء” سنة 1996، ثم ”نور الله”، سنة 2000، بعدها ألبوم ”أحب إلى قلبي” سنة 2001، وأخيرا ألبوم ”لمسات شوقية”، الذي صدر سنة 2005. 20سنة من التواجد في الساحة وتمتلكون 5 ألبومات فقط، ألا تعتقد أن هذا ظلم للإنشاد والمنشدين، خاصة إذا نظرنا إلى ما يطرحه المطربون، والذي يصل إلى معدل ألبومين في السنة الواحدة؟ أولا نحن نحرص على انتقاء أعمالنا التي نطرحها في الألبومات بدقة كبيرة، حيث نشتغل على الألبوم الواحد لأكثر من سنتين، لهذا لا يوجد لدينا أعمال كثيرة مطروحة على شكل ألبوم. أما بخصوص ما يطرحه الفنانون مقارنة مع ما يطرحه المنشدين، فهذا للأسف الشديد مشكلة يعاني منها كل المنشدين والفرق الإنشادية المتواجدة بالجزائر، والسبب راجع أولا وأخيرا إلى الإعلام الذي لم يعط بعد للمنشد وللإنشاد حقه بعد.. ففي الوقت الذي ننتظر أن يتلفت لنا الإعلام الوطني نجده لا يلتفت إلا لمطربي الراي.. شخصيا، أعتقد أن الإعلام الجزائري لا يعمل إلا على رفع قيمة الغناء والحط من قيمة الإنشاد، عكس الإعلام الخليجي مثلا، الذي يهتم بالإنشاد والمنشدين، رغم أنهم لا يمتلكون الإمكانيات التي نمتلكها نحن، فنحن لدينا تراث واسع يمكننا أن نقدمه في أعمالنا الإنشادية عكسهم هم. ما هي الرسالة التي توجهونها اليوم إلى القائمين على مختلف المهرجانات والمؤسسات التي تعنى بالإنشاد؟ حقيقة، الرسالة التي نوجهها ستكون إلى القائمين على التلفزيون الجزائري.. حيث نأمل أن تكون قناة القرآن الكريم، التي فتحت منذ سنوات قليلة، سندا للإنشاد والمنشدين الجزائريين، ونأمل أن تساعد على الترويج للمنشدين الجزائريين الذين يتلقون سنة بعد أخرى في مختلف المنابر التي تعنى بالإنشاد في الوطن العربي والإسلامي. في الأخير، ما هو جديدكم في عالم الإنشاد؟ نحن نشتغل منذ فترة على ألبومين جديدين، وحاليا يتم وضع اللمسات الأخيرة على هذه الأناشيد التي سيتم إدراجها في ألبوم، بالإضافة إلى اللحن الخاص بكل عمل. الألبوم الأول سيكون تراثيا، يتناول تراث منطقة بشار والصحراء وبعض ولايات الوطن. أما الألبوم الثاني فسيكون ألبوم أفراح، فلا يخفى عليكم لقد أصبحت أغلب الأفراح اليوم تقام بأناشيد دينية خاصة في المدن الداخلية للوطن.