عادت أول أمس فاطمة إلى ركح قاعة ”ريمة”، القاعة الحمراء سابقا، ومعها عادت ذكرى الراحل الكبير امحمد بن ڤطاف، وعدد من الوجوه المسرحية الذين رحلوا تباعا، لتبكيهم الخشبة ويذكرهم الركح. عادت فاطمة لتؤكد أن رسالة المسرح لا تموت وإن كان بن ڤطاف وحده يبقى صاحب ”العيطة”. كرمت، أمس الأول، الطبعة السابعة والأربعون لمهرجان مسرح الهواة بمستغانم، عددا من الوجوه المسرحية التي غيبها الموت، أبرزهم مدير المسرح الوطني والفنان الكبير الراحل امحمد بن ڤطاف، حيث وقع كل من فتحي كافي ومبروك عبد الله تركيبا مسرحيا رفع لروحه الطاهرة. التركيب الموسيقي المسرحي استعاد من خلاله كل من فاطمة شيخ جاوطسي وبوهلة أرسلان وفتحي كافي مسرحية ”فاطمة”، أشهر أعمال الراحل امحمد بن ڤطاف، حيث حمل التركيب رسالة الراحل للمسرحيين الشباب والأجيال الجديدة للخشبة الجزائرية، الذين طالما وقف معهم عمي امحمد رحمه الله ونصح من أراد أن ينتسب إلى الخشبة بأن يمنحها كامل وقته بل وكامل عمره. النص أيضا يستعيد بعض أزمات المسرح الجزائري و يرثي واقعه، لكن تبقى رسالة الأجيال التي صنعته حاضرة بقوة ويمكنها أن تمنح بعض الأمل للأجيال الجديدة وتعلمها أن ثمة ما يستحق المغامرة. الطبعة 47 لمسرح الهواة أيضا رفعت قبعة الذكرى لعدد من الأسماء التي مرت من الخشبة الجزائرية، أمثال علولة، شعبان جلول، إسماعيل ياحو، توفيق ميميوش، عبد القادر بمرحلة، سيدي احمد حجار ولد عبد الرحمان كاكي، وغيرهم من الأسماء التي رحلت وفي قلبها الخشبة والأضواء وصيحات الممثلين. وقد شهد المهرجان لدى افتتاحه أجواء احتفالية وقعتها الفرقة الفلكلورية والفرقة النحاسية التي أطربت الحاضرين، وتجاوبوا معها بالرقصات الشعبية، إلى جانب افتتاح معرض يلخص بعض تاريخ المسرح في الجزائر عامة ومستغانم خاصة، حيث ضم المعرض مجموعة صور وكتابات تؤرخ لبعض من عبروا ذاكرة المسرح الجزائري، وكذا مجموعة من الأدوات والإكسسوارات التي رافقت بعض العروض المسرحية. وينتظر أن تتنافس 7 فرق مسرحية على لقب أحسن عرض، بعد أن تخضع لتمحيص لجنة التحكيم التي يرأسها جمال بن صابر مع عضوية كل من عبد الرحمان زعبوبي، سليم سهالي، سميرة صحراوي وفضيلة عسوس. وقد ألقى محافظ المهرجان رشيد جرورو، كلمة أكد فيها على أهمية والدور الذي لعبه مسرح الهواة في مستغانم في تخريج أجيال من محبي الخشبة الذين مدوا الحركة المسرحية في الجزائر بنفس جديد.