أظهرت النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الأوروبي التي اختتمت أوّل أمس في كافة الدول الأعضاء تقدم أحزاب اليمين الوسط أمام الاشتراكيين والليبراليين. وتشير تقديرات انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت على مدى الأيام الأربعة الماضية إلى تعاظم قوة الأحزاب المعارضة للوحدة الأوروبية التي من المتوقع ان تحصل على نحو 140 مقعدا من أصل 751. كما يتوقع أن يحصل المحافظون على 211 مقعد. وأفادت العينات بفوز حزب الاستقلال البريطاني المناهض للوحدة على نحو 30% من أصوات الناخبين مما يؤهله لتمثيل المملكة المتحدة باثنين وعشرين مقعدا في البرلمان. وفي الدنمرك صوت نحو 23% من الناخبين لصالح حزب الشعب اليميني المناهض للهجرة. كما حقق اليمين في هنغاريا واليونان نتائج لافتة. وفي إسبانيا صوت نحو 22% من الناخبين في منطقة كاتلونيا لصالح حزب يدعو إلى الإنفصال عن حكومة مدريد. ومع بدء اتضاح الصورة دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أبرز وزراء حكومته إلى ”اجتماع أزمة” غير مقرر سابقا بعد الخسارة التي تعرض لها الإشتراكيون الذين ينتمي إليهم الرئيس. وذكرت مصادر رسمية في باريس أن هولاند استدعى رئيس وزرائه مانويل فالس للتشاور صباح غد وأن يصطحب معه وزير الخارجية لوران فابيوس والمتحدث باسم الحكومة ستيفان لوفول وكلا من وزراء الداخلية والمالية والشؤون الأوروبية. وأحدث حزب الجبهة الوطنية المتطرف المفاجأة في فرنسا بعد تصدره نتائج الانتخابات الأوروبية ب25 بالمئة من الأصوات أمام حزب الإتحاد من أجل حركة شعبية ب20 بالمئة والحزب الإشتراكي ب14 بالمئة، حسب نتائج أولية. وبهذه النتائج يكون اليمين المتطرف الفرنسي قد حقق فوزا غير متوقع بعد ذلك الذي حققه في الانتخابات البلدية التي جرت في شهر مارس الماضي عندما فاز ب10 بلديات. ووصف رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس فوز حزب مارين لوبان ”بالزلزال السياسي”. وقال: ”فرنسا وأوروبا تعيشان لحظة صعبة وصعبة جدا. تقدم اليمين المتطرف وارتفاع نسبة المقاطعة يعبران عن قلق وتعب الفرنسيين من السياسات المتبعة في أوروبا وفرنسا منذ سنين وتظهر أننا نعيش أزمة ثقة كبيرة”. وواصل رئيس الحكومة الفرنسية وعلامات الغضب ظاهرة على وجهه: ”نتائج الانتخابات تجاوزت مستوى الإنذار. هي بمثابة زلزال سياسي موجه لجميع المسؤولين السياسيين. فعليهم أن يتحركوا بسرعة”. ”الفرنسيون يرفضون القرارات التي تأتي من خارج فرنسا” وأكد فالس أن ”الفرنسيين يريدون العيش في أوروبا قوية تكون أكثر تضامنا مع شعوبها وأكثر عدالة بينهما، داعيا إلى مواصلة الإصلاحات التي كشف عنها في خطاباته أمام الجمعية الوطنية والإسراع في تنفيذها بكل شجاعة”. من جهتها، عبرت زعيمة حزب اليمين المتطرف مارين لوبان عن سعادتها وفرحتها بالنتائج التي حصل عليها حزبها. وقالت في تصريح أمام الصحفيين: ”أشكر كل الفرنسيين الذين صوتوا لصالح حزبنا. لقد أرادوا بهذا التصويت توصيل رسالة مفادها أنهم يريدون إدارة شؤون بلادهم بأنفسهم وأن يتحكموا في مستقبلهم”. وواصلت: ”الفرنسيون يرفضون القرارات التي تأتي من خارج فرنسا أو أن يدير شؤونهم موظفون لم يواجهوا صناديق الاقتراع”. وأشارت أن حزب الجبهة الوطنية أصبح اليوم الحزب الأول في فرنسا، داعية في الوقت نفسه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بشكل غير مباشر إلى الأخذ بعين الاعتبار نتائج الانتخابات الأوروبية وتغيير تركيبة الجمعية الوطنية لتكون أكثر تجانسا مع القوى السياسية المتواجدة على الأرض.