أظهرت النتائج الأولية تصدر حزب الجبهة الوطنية اليمين الفرنسي المتطرف نتائج الانتخابات الأوروبية بفرنسا ب25 بالمئة من الأصوات أمام حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (اليمين الجمهوري) الذي فاز ب20 بالمئة من الأصوات، فيما جاء الحزب الاشتراكي الحاكم في المرتبة الثالثة ب14 بالمئة من الأصوات. وبهذه النتائج يكون اليمين المتطرف الفرنسي قد حقق فوزا غير متوقع بعد ذلك الذي حققه في الانتخابات البلدية التي جرت في شهر مارس الماضي عندما فاز ب10 بلديات. ووصف رئيس الحكومة الفرنسية، مانويل فالس، فوز حزب مارين لوبان "بالزلزال السياسي" وقال "فرنسا وأوروبا تعيشان لحظة صعبة وصعبة جدا، تقدم اليمين المتطرف وارتفاع نسبة المقاطعة يعبران عن قلق وتعب الفرنسيين من السياسات المتبعة في أوروبا وفرنسا منذ سنين وتظهر أننا نعيش أزمة ثقة كبيرة". وواصل رئيس الحكومة الفرنسية وعلامات الغضب ظاهرة على وجهه "نتائج الانتخابات تجاوزت مستوى الإنذار، هي بمثابة زلزال سياسي موجه لجميع المسؤولين السياسيين، فعليهم أن يتحركوا بسرعة". من جهتها، عبرت زعيمة حزب اليمين المتطرف مارين لوبان عن سعادتها وفرحتها بالنتائج التي حصل عليها حزبها، وقالت في تصريح أمام الصحفيين "أشكر كل الفرنسيين الذين صوتوا لصالح حزبنا، لقد أرادوا بهذا التصويت توصيل رسالة مفادها أنهم يريدون إدارة شؤون بلادهم بأنفسهم وأن يتحكموا في مستقبلهم"، وواصلت "الفرنسيون يرفضون القرارات التي تأتي من خارج فرنسا أو أن يدير شؤونهم موظفون لم يواجهوا صناديق الاقتراع". وأشارت أن حزب الجبهة الوطنية، أصبح اليوم، الحزب الأول في فرنسا، داعية في الوقت نفسه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بشكل غير مباشر إلى الأخذ بعين الاعتبار نتائج الانتخابات الأوروبية وتغيير تركيبة الجمعية الوطنية لتكون أكثر تجانسا مع القوى السياسية المتواجدة على الأرض. وإلى ذلك، انتقد رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض، جان فرانسوا كوبيه، التصريح الذي أدلى به رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس. وقال "بأنه لم يتناسب مع الخيارات الانتخابية التي قام بها الفرنسيون. وأشار أن الحكومة ورئيسها لم يأخذان بعين الاعتبار مطالب الفرنسيين وهما يرتكبان نفس الأخطاء منذ سنتين". من ناحيته، دعا السكرتير الأول للحزب الاشتراكي جان كريستوف كومبادليس الاتحاد الأوروبي إلى التكفل بمشكلة البطالة والتنمية المستدامة وأن يكون أكثر ديمقراطية وأكثر تضامنا مع الأوروبيين وأقل تقشفا في سياسته الاقتصادية وأقل بيروقراطية. أوروبيا، تصدر محافظو "الحزب الشعبي الأوروبي" الانتخابات الأوروبية بفوزهم ب211 مقعدا في البرلمان الأوروبي المقبل، متقدمين في ذلك على الاشتراكيين (193 مقعدا)، بينما قد تصل حصة المناهضين لأوروبا إلى نحو 130 مقعدا، كما أفادت تقديرات أولية نشرها البرلمان الأوروبي.