انتقد رئيس الحكومة الأسبق، على بن فليس، بشدة مخطط عمل حكومة عبد المالك سلال، الذي يناقشه النواب منذ أمس، ل”غياب رؤية واضحة لفتح البلاد أمام أطر سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة تترجم فيها مطالب الجزائريين”. وقال صاحب المركز الثاني في رئاسيات 17 أفريل الماضي، في بيان تلقت ”الفجر” نسخة منه، أمس، إن خارطة عمل الحكومة خلال السنوات الخمس المقبلة، تؤكد أن ”النظام مازال يتمسك بالجمود و يعمل في فراغ، ما يعمق أكثر الأزمة التي صنعها النظام بنفسه”. واسترسل بأن” النظام يسعى لإخفاء واقع الجمود المؤسسي بدلا من العمل على الرحيل من سدة الحكم، كيف يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك؟”. وقدم بن فليس ثلاث ملاحظات في سياق انتقاداته لنظام الحكم، الأولى تتعلق بعدم تكريس منطق قيادة الأغلبية البرلمانية للحكومة. وقال إن ”الحكومة الجزائرية حالة شاذة سياسيا، لأنها ليست حكومة من الأغلبية البرلمانية”، أما الملاحظة الثانية، فإن البرلمان الذي يستعرض سلال أمامه خطة عمله، ليس هناك إجماع على تنصيبه، والدليل أن أحزاب منخرطة فيه تنادي بحله على أساس أنه غير تمثيلي، في حين تمحورت الملاحظة الثالثة حول الظروف التي تناقش فيها الحكومة خطة عملها، والتي وصفها ب”غير طبيعية”، ”لأنها لا تعكس أبسط متطلبات حياة الديمقراطية التي يطالب بها الجزائريون، فهي لا تهدف إلى حل المشاكل الأساسية التي تعاني منها البلاد في الوقت الحالي”. ووصف بن فليس مخطط عمل حكومة سلال ب”كتالوج من التمني والوعود الفارغة”، والدليل عدم الوفاء بالالتزامات القديمة، لأنها خطة عمل لا تتعلم من إخفاقات الماضي ومازالت تستمر في الخطأ والاندفاع المتهور، وبالتالي هي خطة عقيمة سياسيا، لحكومة غير شرعية، يضيف المصدر.