تمكن مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يوم أمس من فرض سيطرتهم على مدينة الموصل العراقية في محافظة نينوى شمال البلاد. أفادت وسائل إعلام عراقية نقلا عن مصادر أمنية بأن عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي استولوا على مقر محافظة نينوى بالمدينة والقنوات الفضائية التي تبث من المدينة وذلك بعد اشتباكات ضارية مع قوات الأمن استخدم فيها المسلحون الذين بلغ عددهم مئات الأشخاص، قذائف صاروخية وبنادق قناصة ورشاشات ثقيلة. وبثوا عبر مكبرات الصوت أنهم جاءوا لتحرير الموصل وأنهم سيقاتلون فقط من يقاتلهم “.. وبدأ سكان المدينة في النزوح إلى إقليم كردستان المجاور. وأفادت مصادر أمنية عراقية مسؤولة أن مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق والواقعة في شمال البلاد خرجت عن سلطة القوات الحكومية الثلاثاء، وباتت تحت سيطرة مجموعات من المسلحين. والموصل (350 كلم شمال بغداد)، عاصمة محافظة نينوى، ثاني مدينة تخسر القوات الحكومية السيطرة عليها منذ بداية العام الحالي بعد مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) الواقعة في محافظة الأنبار. وذكرت وسائل الإعلام العراقية أن آلاف سكان الموصل توجهوا الى محافظتي أربيل ودهوك المجاورتين هربا من المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الأمن من جهة وعناصر “داعش” من جهة أخرى. وأثر هذا الهجوم دعت الحكومة العراقية البرلمان لإعلان حالة الطوارئ. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول عراقي حكومي قوله إن مجلس الوزراء قرر وضع القوات الحكومية في حالة “تأهب قصوى” بمختلف أنحاء البلاد. وجاء ذلك عقب إعلان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي اليوم الثلاثاء “سقوط” محافظة نينوى “بشكل كامل بيد مسلحين”، وذلك بعد هروب مفاجئ للقوات الأمنية أدى إلى سقوط كل مواقع القيادة ومخازن الأسلحة وكذلك مطار الموصل والسجون. وأضاف النجيفي أن ما حدث في نينوى أمر كارثي لا بد من التحقيق فيه لأنه نتج عن إهمال القوات الأمنية رغم علمها المسبق بوجود من سماهم الإرهابيين في المحافظة. وبيّن النجيفي أنه وبعد احتدام المعارك داخل الموصل تخلت كل القوات العسكرية عن أسلحتها ومدرعاتها “لقمة سائغة” في يد المسلحين وفرّت هاربة من المدينة التي تشكل مركز محافظة نينوى ثاني أكبر المدن العراقية.