وري التراب أمس، جثمان اللاعب الدولي السابق نبيل حيماني، إلى مثواه الأخير، بعد وفاته عن عمر يناهز 34 سنة إثر سقطة مميتة، وقد دفن الفقيد بمقبرة قاريدي بالعاصمة، في أجواء حزينة، وبحضور حشد غفير من زملاء اللاعب وأحبائه، في حين جرت جنازة اللاعب بمسجد واد كنيس بالعناصر، والذي اكتظ عن آخره بالمصلين الذين حرصوا على حضور جنازة اللاعب الذي حمل ألوان العديد من الأندية الوطنية. حسب مقربين من حيماني، تحدثت معهم الفجر قصد الوقوف على تفاصيل وفاة اللاعب، فإن حيماني غادر الحياة في سيناريو مؤسف للغاية، ويجعل سياسة البريوكلاج المنتهجة من المسؤولين هي السبب الرئيسي فيما حدث، حيث كان اللاعب متواجد بإحدى عمارات العاصمة، رفقة زميله المدعو ”ايبو” المغترب باسبانيا، والذي جاء لزيارة حيماني، حيث فضل حيماني دعوة زميله ايبو من أجل مشاهدة شقته الجديدة والتي هي في طور الإنجاز. ولما كان حيماني بصدد معاينة الشقة، مر عبر حفرة، تمت تغطيتها بواسطة لوحة خشبية نحيفة، وبالنظر إلى البريكولاج المنتهج في تغطية الحفرة، فضلا عن غياب الإنارة فإن حيماني سقط من مكان جد مرتفع، وتحديدا من الطابق الثالث، ليتعرض إلى جروح كبيرة على مستوى الرأس واليد والرجلين أيضا، ما تطلب نقله إلى المستشفى. نقل مغمى عليه واستفاق بالمستشفى وبعد تأخر قليل، وصلت سيارة الإسعاف إلى مكان سقوط حيماني، حيث تم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي، وكان اللاعب في غيبوبة، بعد أن أغمي عليه نتيجة سقوطه على الرأس، لتتنقل عائلته وبعض أصدقائه من بينهم ايبو الذي كان برفقته، ورفض الابتعاد عنه، إلى المستشفى لمتابعة حالته، وقد تم خياطة اللاعب على مستوى الرأس واليد، لإيقاف نزيف الدم الكثير الذي أهدره جسم حيماني، وبعد أكثر من ساعة، استفاق اللاعب وسمح الأطباء لعائلته بالتحدث معه. تحدث مع عائلته ثم فارق الحياة وتحدث حيماني مع عائلته وبعض أصدقائه، رغم وضعيته الحرجة، حيث سرد ما حدث له، وهدأهم قليلا، قبل أن يغمى عليه مجددا، لكن هاته المرة دون رجعة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في مشهد جد مؤثر، تاركا خلفه عائلة تتكون من زوجة وثلاثة بنات في مقتبل العمر. عائلته وأصدقائه بكوا بحرقة والابتسامة ميزة الراحل نزل خبرة وفاة حيماني كالصاعقة على عائلة حيماني وأصدقائه، وكل من عرف اللاعب عن قرب، وكانت الدمعة والدعاء الصالح هما السبيلين الوحيدين لموقف الرحيل المؤسف للاعب الذي وصفه كل من تحدثنا معهم بأنه الانسان المبتسم على الدوام، فقد كان حيماني شخص إيجابي، ويضحك باستمرار ويمازح الصغير والكبير ويحترم الغير. التجديد مع النصرية دون شروط آخر ما قام به الراحل وحسب إدارة نصر حسين داي، فإن حيماني قد جدد عقده مع الفريق لموسمين إضافيين أول أمس، ووافق على البقاء مع الملاحة، مؤكدا ولائه للفريق، نظرا للحب الذي وجده من طرف أنصار الفريق. وقد ساهم في صعود النصرية إلى بطولة القسم الأول كما تقمّص الألوان الوطنية في 5 مناسبات منذ عام 2008 التي تحصل فيها على جائزة هداف البطولة الوطنية. عائلته تريد محاسبة المسؤولين تسعى عائلة حيماني من أجل استعادة حق اللاعب، وتصر على ضرورة محاسبة المتسببين فيما حدث، وكذا غياب الشروط الأمنية على مستوى عمارات العاصمة، والتي تعتبر خطر على جميع السكان. من جانبهم، فإن أنصار نصر حسين داي أكدوا وقوفهم إلى جانب عائلة حيماني، مؤكدين أن اللاعب لا يستحق ما حدث له، رغم أن الأمر كان قضاء وقدر.