عرضت الفنانة التشكيلية صليحة خليفي، برواق فندق السفير بالجزائر العاصمة، عديد اللوحات الفنية التي تنوعت مواضيعها وتعددت رسائلها، لاسيما تلك الداعية إلى ترسيخ قيم الإنسانية والعمل بالأخلاق الرفيعة. كما أضفت جوا بهيجا على المكان وبعثت الفرحة في قلوب زوار المعرض الذي يحتضنه بهو فندق السفير بالعاصمة. المصطلحات التي وظفتها الفنانة التشكيلية على واجهة كل لوحة، كانت بمثابة ألغاز وأسرار، منها الحكمة، التضامن، الحرب، السلم، البراءة، الأمانة، الصدق. وتهدف من ورائها لنشر التربية والقيم الإنسانية في الوسط المجتمع، وتكون الفنانة بذلك قد ربطت بين مهنتها كمعلمة قبل أن تحال على التقاعد وتتفرغ لإنجاز أعمال فنية لها سمعتها على الصعيدين المحلي والدولي. وضم المعرض لوحات أخرى جسدت فيها صمود الإنسان أمام الويلات الحروب وما تخلفه من دمار على جميع الأصعدة، فجاءت أعمالها ترجمة للواقع الإنساني ونضال الشعوب المناهضة للقمع والتهميش، والظلم، والقتل والتعذيب، وذلك من خلال ألسنة النار التي تعلو لوحاتها، والمسمى بالخط اللهيبي، فرسخت قيم الحب والجمال فأبدعت بخطها ”اللهيبي” باللغة العربية، والأمازيغية والفرنسية، لوحات تحمل في مضامينها أشياء تعبر عن جماليات الكون، وتجسيد السلم والأمن في ربوع العالم. يعدّ الخط الذي أبدعته صليحة، الذي تنتهي حروفه بألسنة النار التي تنبعث من أعماق النفس البشرية، قاصدة به الإحساس الشعور الباطني أي هي نار ”معنوية” أكثر منها مادية، تعبر عن الوضع المزري الذي عاشته شخصيا إبان الثورة التحريرية، وكذا العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر وتعيشها اليوم شعوب كثيرة في العالم. وعن ألسنة النار تقول صليحة في تصريح ل”الفجر” أنها تعبر عن تفاقم الهم الإنساني في بقاع المعمورة وصعود مد الحروب والتعدي واغتصاب حقوق الإنسان، إذن الكرة الأرضية كلها يعلوها اللهب الذي أتى على الأخضر واليابس، وشرد الإنسان ونكل به وأضحى سلعة يباع ويشترى، وحياتها بيعت بلا ثمن، أردت عبرها - تضيف ذات الفنانة - استرجاع وترسيخ هذه القيم التي أوصانا بها ديننا الحنيف، وأرى من الضروري إيلاء الاهتمام في جميع أعمالي بعنصر الشباب الذي يعد مستقبل الأمة الجزائرية وعامل من عوامل استمرار المجتمع الجزائري، باعتباره رأس مال متجدد يعد بالكثير في المستقبل”.