افتتح معرض تشكيلي للفنان مقبض صالح، أول أمس، برواق عائشة حداد بالعاصمة، تزامنا والاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب، وقد جاء المعرض تحت شعار "لمسات من الجمال والإبداع"، حيث ضم هذا الأخير ما يزيد عن ثلاثين لوحة زيتية تنوعت تقنياتها بين أكرليك والحبر على القماش وكذا الحبر على الورق، كما ستدوم التظاهرة الفنية إلى غاية 15 جويلية من الشهر الجاري. إستمتع زوار المعرض باللوحات الزيتية التي أنسجتها الريشة الذهبية للفنان التشكيلي مقبض صالح، القادم من ولاية غرداية، حيث أسرت لوحاته المتفاوتة الأشكال والألوان الناظرين، ويعتبر الفنان من التشكيليين الذين يمثلون نخبة من أبرز الفنانين في الجزائر وذلك من خلال توقيعاته الناجحة لمعارضه بداخل وخارج الوطن. وقد أشادت مسؤولة الرواق عبد القرفي، بالأعمال الضخمة والفنية التي زين بها الفنان رواق عائشة حداد، التي تنوعت لوحاتها بين مختلف المدارس التشكيلية من تجريدية وتعبيرية وكلاسيكية وحديثة، إلى جانب ذلك، فإن المعرض خصص له حيزا كبيرا للأعمال الفنية المرتبطة بالفكر والثقافة الإسلامية المستمدة من عمق التاريخ العربي والجزائري على حد سواء، وقد ظهر ذلك جليا في ملامح بعض اللوحات لضيف المعرض، الذي فضل إظهار أسلوبه الخاص وألوانه المتميزة والجذابة في آن واحد. فالمتمعن للوحات المعرض يكتشف تلك العراقة التي قامت ريشة الفنان بتحويلها إلى أشياء مفعمة بالحيوية والجمال لكن دون التخلي عن أصالتها ولمستها التاريخية وهذا ما لمسناه في اللوحة التي جاءت بعنوان "الراحمون"، حيث أن عبر خطوطها العربية المتقاطعة والمتقاربة تتحدث عن أهمية الأخلاق في المجتمع الإنساني كاشفة في الوقت ذاته عن مستقبل الشعوب إذا تخلوا عن مبادئهم وقيمهم الإنسانية، وقد اعتمد الفنان مخطوطا بارزا يحمل سمات الراقية في الخط الكلاسيكي الذي يوحي بدوره بجماليته الإبداعية، أما التقنية المستعملة في هذه اللوحة، فارتكزت في مجملها على أكريليك الخالص على القماش فهكذا فضل الفنان مقبض صالح، أن يبهر الحضور من زوار المعرض. أما اللوحة الثانية التي جاءت بعنوان "فاذكرني"، فقد استعار صالح عنوانها من إحدى الآيات القرآنية وقد كشفت في مجملها عن علاقة الإنسان بربه وعن الكيفية التي يمكن أن نحقق بها الرضا النفسي مع الخالق، وقد اعتمدت هذه الأخيرة على تقنية الحبر على القماش، في حين ركزت على الأسلوب العصري في خطها. الجدير بالذكر، أن الفنان والخطاط مقبض صالح، من مواليد متليلي بغرداية، فهو عضو ومستشار فرع الخط العربي بجمعية الفن والإبداع بالجزائر، كما أنه عضو بجمعية الإمارات للفنون التشكيلية بالشارقة والإمارات العربية المتحدة إلى جانب أنه سجل حضورا متميزا بالعديد من المعارض الدولية والوطنية.