هي قصات غريبة وغير مألوفة يسعى اللاعبون في كل مرة لابتكار الجديد والمذهل منها، لتصبح فيما بعد قبلة الشباب الهاوي لكرة القدم الذين يسعون جاهدين لحلق رؤوسهم بذات الشكل الذي يظهر عليه لاعبهم المفضل، واختيار صبغات شعر غريبة على غرار الأصفر والأحمر. وفي الوقت الذي كانت الأنظار سابقا متجهة لعدد قليل من اللاعبين أمثال بيكهام ورونالدو، أصبح عدد هؤلاء اليوم كثير جدا لدرجة حيرت الجميع. كثيرا ما يبحث مراهقون وشبان في كل مرة عن تقليد المشاهير في كل مجالات حياتهم، ولعل الثياب وقصات الشعر هي أكثر الأشياء جذبا للانتباه، ما يجعلها الأكثر طلبا في صالونات الحلاقة، ولا شك أنه لا توجد مناسبة كروية أكبر من المونديال للفت انتباه الشباب الهاوي لكرة القدم ونجومها. ولأجل ذلك يستغل اللاعبون فرصة مباريات كأس العالم لكي يبدعوا في اختيار تقليعات جديدة وفريدة من نوعها تمكنهم من الانفراد ب”لوك” خاص بهم. كما لم يعد يقتصر زبائن هذه الصالونات على الشباب فحسب، فحتى الأطفال باتوا يقصدون قاعات الحلاقة هذه رفقة أوليائهم المدعمين لفكرة التقليد. وقد كان للفريق الوطني الجزائري حصته من هذه الموضة الجديدة، حيث قام اللاعبون بتسريب حلاق برازيلي مشهور بتميزه خلسة إلى معسكر الخضر لأجل الإبداع في قصات الشعر الجديدة، غير أن إدارة الفريق اكتشفت الأمر ومنعتهم من صبغ شعرهم، معتبرة ذلك تصرفا لا يمت للأدب بصلة. لذا قام هؤلاء باستحداث قصات جديدة كنوع من التغيير، على غرار ما فعله نبيل غيلاس، سفير تايدر، وكادامورو. جزائريون يقلدون أغرب ”التقليعات” لاشك أن من أكثر الموضات الجديدة في قصات الشعر، يختار الشباب الأغرب منها والأكثر شهرة. كما يميل هؤلاء كذلك لتقليد أكثر اللاعبين شهرة ونجومية، فلاتزال قصة شعر ”نيمار” المعروفة ب”القنفذ الأصفر” هي الأشهر على الإطلاق، حيث قام هذا الأخير بصبغ شعره باللون الأصفر مع الإبقاء على البعض منه فقط على شكل أشواك القنفد. كما ظهر ”كريستيانو رونالدو” بثلاث قصات شعر مختلفة خلال الدور الأول للمونديال، حيث يقال إن قصة شعره التي كانت على شكل حرف ”زاي” باللغة اللاتينية كانت تضامنا مع طفل مريض بالسرطان، والذي أجريت له عملية على مستوى الرأس تركت له نفس الأثر الذي قام بنقشه على شعره. كما أن ل”بالوتيلي” قصته كذلك مع هذه التسريحات والصبغات العجيبة، والتي كانت عادته معها قبل وأثناء المونديال، واختار لاعب الخضر ”غيلاس” قصة الساموراي. وكان اللاعبون الأفارقة أكثر اتجاها لهذا النوع من القصات الغريبة، من خلال البحث عن الغرابة وإثارة الجدل وجذب انتباه المصورين من خلال إطالة الشعر بشكل كثيف، مجعد، وعشوائي. .. وموضة اللحية في انتشار كبير بات لاعبو الكرة يميلون إلى إطلاق لحاهم التي كانت في السابق مصدر نفور واستهجان الكثيرين، حيث أشار العارفون بهذا المجال أن أغلب اللاعبين الذين أخذوا قرار إعفاء لحاهم كانت وراءهم شركات موضة وأزياء ومؤسسات طبية خاصة أشارت عليهم بهذا الموضوع، وشجعتهم عليهم كنوع من الترويج لهم وتحقيق ربح مالي، حيث باتت اللحية نوعا من أنواع الموضة التي تفرضه الشركات العالمية ضمن سياسة تسويقية، على غرار ما قام به رايس مبولحي، رفيق حليش، والمدافع ياسين كدامورو المنتمين للفريق الجزائري. وفي السياق ذاته أشار إلينا عدد من الحلاقين أن الكثير من الزبائن الذين يقصدون صالوناتهم يرغبون في إعفاء لحاهم تقليدا لنجوم كرة القدم..