ق. حنان يقال إن الشعر هو نصف جمال المرأة، بل هو تاج جمالها كله، ولذلك فان كثيرات يبذلن الجهد والوقت والمال لأجل العناية به، عبر اقتناء أجود أنواع الشامبو والكريمات والمستحضرات، بالإضافة إلى محافظتهن على آخر الصيحات المتعلقة بصبغات الشعر والقصات والتسريحات العادية وتلك الخاصة بالأفراح والمناسبات وغيرها، وكثيرا ما تكون طريقة تسريح الشعر أكثر ما يشد الانتباه إلى أية امرأة، ودليلا على ذوقها وسنها ومستواها الاجتماعي والثقافي، وحتى طبيعة تفكيرها، إن كانت عصرية أم تقليدية. غير أن الجنس اللطيف وجد مؤخرا منافسا شرسا، على مجال موضة تسريحات الشعر والعناية به، ويتعلق الأمر ببعض الشبان والمراهقين، الذين راحوا يبدعون في عمل تسريحات غريبة ومجنونة، ولم يقتصر الأمر عند حدود هذه التقاليع المثيرة للجدل بين أوساط الكثيرين، بل امتد ليشمل حتى طريقة عنايتهم بشعرهم، وكل ما تعلق بموضة صبغ الشعر أو صبغ خصلات منه، إضافة إلى طرق تطويله وتنعيمه وتجعيده، الأمور التي كانت في السابق مقتصرة على الجنس اللطيف فقط. وحتى نكون منصفين، فان الظاهرة امتدت لتشمل حتى أبناء الطبقات البسيطة والمتوسطة، والمنتمين إلى الأحياء الشعبية ولم يبق منحصرا في أبناء الطبقات الراقية فحسب، بل امتد هذا الهوس لدى المراهقين والشبان من كلا الطرفين، بعضهم لهوسه الكبير بنجوم الكرة وعلى رأسهم نجوم المنتخب الوطني مثلما حدث خلال مونديال جنوب إفريقيا الأخير حيث شكلت التسريحات الغريبة التي دخل بها بعض لاعبينا وقيامهم بصبغ شعرهم باللون الأصفر جدلا كبيرا، في الجزائر والعالم العربي ككل، ولكنها تسببت كذلك في موجة تأثر وتقليد كبيرة بين المراهقين والأطفال، الذين راحوا يقلدونهم هم وغيرهم من النجوم العالميين في ذلك، بالإضافة إلى تقليد الآخرين لنجوم الغناء والتمثيل العالميين، فيما تقوم فئة منهم بمجاراة ما هو مطروح في صالونات الأزياء والموضة، والغريب أن جميعهم لا يجدون أي حرج في قيامهم بتسريح شعرهم بطرق غريبة أحيانا، ومضحكة أحيانا أخرى، حتى أن هنالك من يمشط شعره بعناية فائقة، تفوق عناية بعض الإناث بشعرهن، لدرجة أن منهم من يقوم بالتركيز على مقدمة الشعر وتمشيطها على احد الجانبين، في منظر يبعث على الدهشة فعلا. ولم يقتصر الأمر على الجزائر فقط، بل إن كثيرا من الدول العربية والإسلامية تشتكي من ظاهرة اتجاه شبابها إلى تسريحات شعر غريبة وأنثوية أحيانا، نتيجة تأثرهم الشديد بكل ما هو قادم من الغرب، وابرز هذه القصات القصة المعروفة باسم عرف الديك لأنها تشبه عرف الديك فعلا، وهي الأكثر رواجا خاصة بين فئة المراهقين والأطفال، إضافة إلى تسريحات المارينز والصحن وأخيرا القزع. أما الأعجب من كل ذلك فهو إصرار الكثيرين على التسريحات (النسائية) مثل الخصلة الأمامية وتغيير لون الشعر خاصة "الميش"، فيما يعتقدون أن ذلك من شانه أن يمنحهم مظهرا عصريا و"لوكا" جذابا.