أفاد تقرير اقتصادي متخصص أن تكلفة إنتاج النفط في منطقة الشرق الأوسط هي الأرخص في العالم نظرا لموقع المنطقة الجغرافي إضافة إلى كبر حجم الحقول، وهو ما يسمح بما يعرف بوفرات الحجم الكبير. وأوضح التقرير الصادر عن المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية -نشرته وكالة الأنباء الكويتية- أمس الأحد أن الحقول الكبيرة توفر إنتاجا كبيرا بتكلفة منخفضة نظرا لكبر حجمها، مشيرا إلى أن تكلفة استخراج برميل واحد في السعودية قدرت بنحو 1 إلى 2 دولار، في حين بلغت التكلفة الإجمالية (بما في ذلك النفقات الرأسمالية) نحو 4 إلى 6 دولارات للبرميل. وذكر أن تكلفة استخراج النفط العراقي تعد منخفضة هي الأخرى من الناحية النظرية على الرغم من وجود العديد من التحديات السياسية والأمنية التي تزيد من تكاليف الاستثمار في قطاع النفط العراقي، حيث يقدر محللو الصناعة اجمالي التكاليف بنحو 4 إلى 6 دولارات للبرميل. ولفت التقرير إلى أن استخراج النفط من الحقول البحرية والمياه العميقة أعلى تكلفة بكثير من الحقول البرية، وذلك لصعوبة الوصول إليها، موضحا أن في نيجيريا تصل تكلفة إنتاج النفط من المياه العميقة إلى نحو 30 دولارا للبرميل، مقارنة مع تكاليف استخراج النفط من الحقول البرية والمقدرة بنحو 15 دولارا. وأفاد التقرير بأنه وعلى الرغم من تراجع التكاليف الاستثمارية لإنتاج النفط في دول منظمة ”أوبك” عنها خارج المنظمة، إلا أن الظروف السياسية والأمنية بدول الشرق الأوسط أدت إلى ارتفاع التكلفة الإجمالية للاستثمارات النفطية بمعظم دول المنطقة عن ذي قبل لارتفاع تكلفة التأمين ضد مخاطر النفط. وأضاف أن التكاليف الاستثمارية لشركات النفط الدولية بدأت تتزايد بشكل كبير قد يفوق العوائد المحصلة من عمليات التشغيل والإنتاج في بعض الأحيان، والتي تحتاج إلى دراسة تحليلية للوقوف على أهم أسباب تراجع الهوامش الربحية لشركات النفط ذاتها والمستقلة عن العوامل السياسية. وأوضح أن تكاليف إنتاج النفط زادت بقوة في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن تكلفة الدورة الكاملة للإمدادات من خارج ”أوبك” باستثناء روسيا قد ارتفعت من نحو 25 دولارا للبرميل إلى ما يزيد على 83 دولارا للبرميل في عام 2010. وأشار إلى أن الشركات النفطية العاملة في حقول النفط الصعبة تحتاج إلى أسعار للنفط أعلى بكثير من حاجز ال90 دولارا للبرميل، حتى تتمكن من تحقيق هوامش ربحية تمكنها من الاستمرار في عمليات البحث والتنقيب عن النفط. ولفت إلى أن زيادة تكاليف الإنتاج ترجع في العادة إلى التضخم في صناعة التنقيب والإنتاج، ويأتي ذلك من طبيعة التنقيب عن النفط وتطويره التي تعتمد بشدة على رأس المال والمهارة. وبين أن هناك نحو 70 ألف حقل نفطي منتج على مستوى العالم ينتج كل منها أقل من 100 ألف برميل يوميا في الوقت الحاضر، وفي الوقت الذي تمثل فيه تلك الحقول مجتمعة ما يزيد على 50 في المائة من الإنتاج العالمي، نجد أن التكاليف الاستثمارية لتلك الحقول تزيد بصورة كبيرة جدا عن تكلفة الإنتاج من الحقول الكبيرة والتي تنتج ملاين البراميل النفطية اليومية.