عادت الأزمة بولاية غرادية من جديد، بعد فترة هدوء نسبي أعقبت زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال، وإطارات في الجيش والدولة، للولاية، حيث سقط الضحية الثامن، ويتعلق الأمر بعوف اليسع بن محمد، البالغ من العمر 19 سنة، وهو الحادث الأليم الذي أدى إلى اندلاع العنف والفوضى، لتعود الأمور إلى نقطة الصفر. انتقد قارة عمر بكير، عضو مجلس أعيان الميزابيين الإباضيين، لقصر غرداية، العمل الجبان وتردي الأوضاع بولاية غرادية، وعودتها إلى نقطة الصفر، وقال في بيان تلقت ”الفجر” نسخة منه، أن ”المجرمين القتلة يتربصون بالمجتمع الميزابي، فلماذا يتم تصفية هذا الشهيد فحسب”، وواصل أن حملة الاعتداءات التي تطال الولاية متواصلة، حيث تم التخطيط في اليوم الثاني من رمضان، للقيام بسبعة اعتداءات على السيارات مباشرة بعد صلاة الصبح”. وانتقد النائب الوعود التي تلقاها مجلس أعيان غرادية، على لسان الوزير الأول عبد المالك سلال، عندما أكد لهم أنه سيضع حدا للمجرمين وسيضرب بيد من حديد، مستدلا بسقوط الضحية الثامنة بعد 15 يوما فقط، من زيارة الوزير الأول والوفد المرافق له للولاية، معتبرا أن الحادثة نتيجة حتمية لعدم ”تغير الإجراءات الأمنية الردعية وبقاء دار لقمان على حالها”، وأضاف أن ”الأوضاع تراوح مكانها، والاحتقان لا يزال سيد الموقف، لقد نفذ صبر الشباب ويئس المجتمع من الوعود”، وتساءل: إلى متى نبقى ننتظر الحسم؟ وإلى متى كلما تم لقاء رسمي أو محلي خرج منه المجتمع بيد فارغة، واخرى لا شيء فيها؟”. ودعا المتحدث إلى القاء القبض على القتلة كشرط أساسي لتهدئة النفوس، بالإضافة إلى التحرك السريع لاحتواء الأزمة ورفع الفتنة بشكل عاجل، وخلص البيان إلى أن ”الصبر قد نفد، والسيل قد بلغ الزبى، وإن الظلم قد بلغ المدى، والصبر والتعقل لم يعودا يجديان فعلا”.