وجّه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، في رسالة صوتية إلى المسلمين بعدما نصبه تنظيمه "خليفة"، حملت عنوان "رسالة إلى المجاهدين والأمة الإسلامية في شهر رمضان"، المسلمين في كافة أنحاء العالم إلى الجهاد في رمضان والانضمام إلى دولة "الخلافة الإسلامية" التي أعلنها على الأراضي التي يسيطر عليها في سورياوالعراق معتبراً أن الهجرة واجبة إلى "دار الإسلام". وأردف قائلا: ”اغتنموا هذه الفرصة وانصروا دين الله بالجهاد في سبيل الله”. وتضمنت رسالة البغدادي الصوتية دعوة صريحة لإزالة الحدود الرسمية الموروثة عن الاستعمار، وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. وطالب البغدادي المسلمين بالنهضة والانتقام للانتهاكات التي ترتكب بحق المسلمين في عدد من الدول من جمهورية أفريقيا الوسطى و بحق مسلمي بورما، قائلا: ”إخوانكم في كل بقاع الأرض ينتظرون نجدتكم ويكفيكم ما وصلكم من مشاهد في أفريقيا الوسطى ومن قبلها في بورما...فوا الله لثأرن والله لثأرن ولو بعد حين.” وجاءت دعوة البغدادي بعد أن حقق تنظيم ”داعش” تقدماً مهماً على حساب ”جبهة النصرة” بسيطرته على مدينة البوكمال الحدودية بين سورية والعراق وخوضه قتالاً في معاقلها الأخيرة في ريف دير الزور. ففي الوقت الذي رحب فيه كثير من المتشددين والتنظيمان المتشددة بإعلان ”الخلافة الإسلامية”، نجد بأنّ بعض الجماعات الإسلامية التي تقاتل في سوريا رفضت إعلان الخلافة قائلة إن ”شروطها لم تتحقق بعد” وحثت المسلمين على تجنب الوقوف إلى جانب الدولة الإسلامية. ومن جهتها قالت هيئة علماء المسلمين العراقية التي شكلت لتمثيل الأقلية السنية في بيان ”أي جهة تعلن عن قيام دولة أو إمارة إسلامية أو غير إسلامية في ظل هذه الظروف فإن ذلك لا يصب في صالح العراق ووحدته الآن.” وأفادت التقارير الإخبارية أن تسع جماعات، بينها جماعات مقاتلة وعلماء دين، أعلنت رفضها بيان ”الدولة الإسلامية” الذي أعلنت بموجبه قيام ”الخلافة” ونصّبت زعيمها خليفة. وقال البيان الصادر عن الجماعات التسع ”إننا نجد أن إعلان الخوارج الخلافة الإسلامية باطل شرعاً وعقلاً ولا يغيّر شيئاً من وصفهم ولا طريقة التعامل معه”. ودعا المسلمين إلى عدم تأييد ”الدولة الإسلامية”. ووقعت البيان جماعات إسلامية معارضة من ضمنها ”الجبهة الإسلامية”، كما وقعه أعلى تجمع للعلماء المسلمين السوريين في المنفى. ووعقب صدور بيان البغدادي، عقد السناتور الأميركي جون ماكين اجتماعاً مطولاً مع القيادة العسكرية في ”الائتلاف الوطني السوري” بحث في آلية محاربة ”داعش” ومبلغ النصف بليون دولار الذي طلب البيت الأبيض من الكونغرس تخصيصه لدعم المعارضة السورية المعتدلة. يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، كان قد أعلن يوم الأحد الماضي ”قيام الخلافة الإسلامية” وبايع زعيمه أبو بكر البغدادي ”خليفة للمسلمين على الأرض” وقال المتحدث باسم ”الدولة الإسلامية” أبو محمد العدناني في تسجيل إن الدولة الإسلامية ”ممثلة بأهل الحل والعقد فيها من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي، فقبل البيعة وصار بذلك إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان”.