في وقت حقق تنظيم "داعش" تقدماً مهماً على حساب "جبهة النصرة" بسيطرته على مدينة البوكمال الحدودية بين سورية والعراق وخوضه قتالاً في معاقلها الأخيرة في ريف دير الزور، وجّه زعيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أبو بكر البغدادي كلمته الأولى إلى المسلمين بعدما نصبه تنظيمه "خليفة"، ودعاهم إلى الهجرة إلى دولة "الخلافة". لكن تسع جماعات سورية بينها "الجبهة الإسلامية" الواسعة النفوذ ردت بإعلان رفضها قيام دولة البغدادي ووصفت تنظيمه ب"الخوارج"، في مؤشر إلى إمكان احتدام المواجهات الدائرة أصلاً بين فصائل "الجبهة" و"داعش". ودعا البغدادي في كلمة بصوته، الثلاثاء، دامت 19 دقيقة، المسلمين في كل مكان ل"الهجرة" إلى دولته الإسلامية، معتبراً أن الهجرة واجبة إلى "دار الإسلام". ونقلت عنه "فرانس برس": "نحن نخص بندائنا طلبة العلم والفقهاء والدعاة وعلى رأسهم القضاة وأصحاب الكفاءات العسكرية والإدارية والخدمية والأطباء والمهندسين في الاختصاصات والمجالات كافة (...) فإن النفير عليهم واجب لحاجة المسلمين الماسة إليهم". وقال: "يا جنود الدولة الإسلامية، إن إخوانكم في كل بقاع الأرض ينتظرون نجدتكم وينتظرون طلائعكم ويكفيكم ما وصلكم من مشاهد في أفريقيا الوسطى ومن قبلها في بورما (...) فوالله لنثأرن ولو بعد حين لنثأرن". وتابع "إن لكم في شتى بقاع الأرض إخواناً يسامون سوء العذاب، أعراضاً تنتهك ودماء تراق (...) فالهمّةَ الهمة". وجاءت كلمة البغدادي في وقت سيطر تنظيمه على مدينة البوكمال وهي معبر حدودي مهم في دير الزور على الحدود بين سورية والعراق. كما أفيد أن مقاتلي "داعش" يخوضون قتالاً ضد "جبهة النصرة" الذراع الرسمية ل"القاعدة" في سورية في معاقل هذه الجبهة في ريف دير الزور ويتقدمون نحو بلدة تُعتبر مركزاً لزعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني. ول"داعش" موقف بالغ السلبية من الجولاني، إذ يوصف بأنه ناقض للبيعة التي سبق له أن أداها للبغدادي عندما كان يقاتل ضمن صفوفه في العراق قبل انتقاله إلى سورية لتأسيس "جبهة النصرة". ووقف تنظيم "القاعدة" بقيادة أيمن الظواهري إلى جانب الجولاني في النزاع الذي اندلع بينه وبين البغدادي. وشهدت محافظة ريف دمشق مواجهات أخرى بين "داعش" وفصيل "جيش الإسلام". إذ أشار "المرصد" إلى وقوع "اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية من طرف وجيش الإسلام والكتائب الإسلامية الموالية له من طرف آخر في بلدة ميدعا بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل أربعة مقاتلين من الكتائب الإسلامية ومعلومات عن تقدم جيش الإسلام والكتائب الإسلامية الموالية له في البلدة". في غضون ذلك، أفادت وكالة "رويترز" أن تسع جماعات، بينها جماعات مقاتلة وعلماء دين، أعلنت رفضها بيان "الدولة الإسلامية" الذي أعلنت بموجبه قيام "الخلافة" ونصّبت زعيمها خليفة. وقال البيان الصادر عن الجماعات التسع "إننا نجد أن إعلان الخوارج الخلافة الإسلامية باطل شرعاً وعقلاً ولا يغيّر شيئاً من وصفهم ولا طريقة التعامل معه". ودعا المسلمين إلى عدم تأييد "الدولة الإسلامية". ووقعت البيان جماعات إسلامية معارضة من ضمنها "الجبهة الإسلامية"، كما وقعه أعلى تجمع للعلماء المسلمين السوريين في المنفى.