تستعد الاتحادية الوطنية لكرة القدم، من أجل تقديم المدرب الجديد للخضر، الفرنسي كريستيان غوركوف والذي سيباشر مهمته خلال الأسبوع الأول من شهر أوت القادم، على أن يشرع بعدها في التحضير لتصفيات كأس أمم إفريقيا المقبلة بالمغرب، وبعد الإنجاز الكبير الذي حققه الخضر في مونديال البرازيل، فإن تعاقد الفاف مع مدرب مغمور بقيمة غوركوف يطرح العديد من التساؤلات، ومدى قدرة هذا المدرب على قيادة مجموعة متميزة تركها وحيد حليلوزيتش. أوضحت مصادرنا أن تعيين غوركوف جاء من طرف رئيس الفاف، باعتبار أن المنتخبات الوطنية لا تملك مدير فني يختار مدربيها، كما أن رئيس الفاف، محمد روراوة هو من طرح اسم غوركوف على المكتب الفدرالي للاتحادية، ليوافق الجميع على هذا الاسم دون تردد بالنظر إلى أن روراوة صاحب الكلمة العليا في القرارات. وحسب تصريحات سابقة للفجر، فقد أكد رئيس الفاف، أنه كان يطمح إلى بقاء حليلوزيتش إلى ما بعد المونديال، والبقاء مدربا خلال تصفيات الكان على أقل تقدير، غير أن البوسني رفض الاقتراح، وهو ما أجبر الفاف على البحث عن مدرب بديل لتفادي شغور المنصب. وبعض الضغوطات التي تلقاها رئيس الفاف بعد العودة من المونديال، من أجل إبقاء حليلوزيتش الذي يملك شعبية كبيرة، فإن رئيس الفاف لم يجد مخرج سوى التأكيد على أن حليلوزيتش رفض التجديد، وهو الأمر المنتظر بالنظر إلى أن روراوة تعاقد بالفعل مع مدرب آخر قبل نهاية عقد حليلوزيتش، وهو ما اعتبره حليلوزيتش إهانة له. لكن السؤال الأهم، هو اختيار غوركوف بديلا لحليلوزيتش، وليس مدرب آخر لديه سمعة كبيرة، على غرار بيلسا، بيكرمان، تروسي، ليبي وآخرين، أو حتى مدربين لديهم مستوى مقبول في صورة كوربيس، لوران بلان، أو دومينيك الذي أكد تحمسه للمنصب.وكان حليلوزيتش يسعى للتعاقد مع غوركوف كمدرب لمنتخب الآمال، غير أن فشله في الاتصالات التي أجراها مع عدة مدربين جعله يقرر في الأخير التعاقد مع غوركوف مدربا للمنتخب الأول، خاصة وأن التقنيين الفرنسيين نصحوا روراوة بالتعاقد مع غوركوف. ويعتبر غوركوف مدرب يعشق الاستقرار، ويفضل العمل مع الأسماء المغمورة، وهو ما يجعله قريب من عقلية المدرب الجزائري بوعلام شارف الذي يتولى تدريب مولودية الجزائر حاليا، كما أن غوركوف لديه عقلية اللعب على طريقة نانت كما يقال في فرنسا، وهي الطريقة التي كان يعتمد عليها نادي نانت الفرنسي في التسعينات، وتعتمد على القوة الجماعية الهجومية، والقدرة البدنية الكبيرة، والاندفاع القوي نحو الهجوم.وسيكون غوركوف ثالث مدرب فرنسي يشرف على الخضر، وكان أول مدرب أجنبي أشرف على المنتخب الوطني لكرة القدم الفرنسي لوسيان لوديك سنة 1966 وبالضبط خلال شهر نوفمبر حيث قاد الخضر إلى التأهل إلى أمم إفريقيا 1968 لأول مرة في تاريخهم، ثم كان المدرب كافالي ثاني فرنسي يقود الخضر لكنه حقق فشلا ذريعا. وينتظر أن يحمل غوركوف معه الكثير من التغيرات، خاصة وأنه انتقذ في وقت سابق طريقة لعب حليلوزيتش، ومن المرتقب أن يعيد أسماء إلى المنتخب في صورة بودبوز وبلحاج، كما قرر أن يكون تربص أوت المقبل بفرنسا وليس الجزائر.