اختيار التقني الفاف المدرب حليلوزيتش كان القرار الذي سبق ل " النصر " أن أشارت إليه بمجرد عقد المكتب الفيدرالي لاجتماعه الطارئ يوم 8 جوان الجاري، بعد أن لمح روراوة لمقربيه عن رغبته في التعاقد مع هذا المدرب، فضلا عن تأكيده مواصلة مهامه إلى ما بعد نهاية عهدته، و وضع تأهل الخضر إلى مونديال البرازيل بعد 3 سنوات في صدارة الأهداف. انتداب حليلوزيتش كانت لعدة اعتبارات أصر روراوة على أخذها بعين الاعتبار خلال المفاوضات التي أشرف عليها هو شخصيا، والتي بدأت قبل مباراة مراكش، كون رئيس الفاف يعد صديقا حميما لحليلوزيتش الذي تعرف عليه في السعودية، هذا فضلا عن عامل اللغة، و الذي كان من بين أهم الجوانب التي ألح عليها رئيس الاتحادية، و قد أبدى منذ الوهلة الأولى نيته في المراهنة على الهندسة الفرنسية، بحكم سهولة التواصل اللغوي بين المدرب و اللاعبين، بصرف النظر عن التجارب الفاشلة التي كان قد خاضها خلال عهدته الأولى على رأس الفاف، لما جلب مدربين من بلجيكا في صورة جورج ليكنس، و العجوز روبيرت فاسيج، تحت إشراف المناجير باولس، و هي التجارب الفاشلة التي كلفت روراوة الخروج من الباب الضيق. لكن يبدو أنه حفظ الدروس و استخلص العبر من تجارب الماضي، فأصر على جلب مدرب فرنسي، قد يسهل عليه معرفة بيت الخضر في ظرف قصير، بدليل أنه شطب أسماء العديد من الوجوه البارزة ذات السجل الثري مقارنة ببطاقة زيارة حليلوزيتش، على غرار دونغا، بيكرمان و كلينسمان، و حتى الصربي رادومير أنتيتش، الذين سجلوا حضورهم في المونديال، و مع ذلك شطبت من القائمة لأسباب مختلفة أبرزها اللغة، رغم أن مناقصة الفاف أكدت على ضرورة توفر الإمكانيات المادية الكفيلة بجلب مدرب عالمي من العيار الثقيل.و لعل من بين الأسباب التي دفعت بروراوة لتفضيل حليلوزيتش عن بقية الأسماء الفرنسية التي ترشحت لتدريب " الخضر "، الصرامة في العمل، لأن شعار وحيد " الانضباط و الصرامة طريق النجاح " ، ولإيمانه بأن تحقيق النتائج الإيجابية أساسه الانضباط داخل المجموعة، سواء أثناء المباريات أو في التربصات الإعدادية، هذا فضلا عن إشادته بالمهارات الفردية التي يمتلكها لاعبو شمال إفريقيا، سيما بعد الهزيمة التاريخية التي تلقاها على يد " الخضر " في ربع نهائي " كان أنغولا " لما كان يقود نجوم المنتخب الإيفواري.من هذا المنطلق يمكن القول بأن روراوة اختار حليلوزيتش بغرض احتواء أزمة الكرة الجزائرية في أقرب وقت ، والتقني الفرانكو- بوسني بإمكانه إعادة ترتيب بيت " الخضر " بعد نكسة مراكش، و إعادة الروح للمجموعة بداية من المباراة الودية المقررة أمام المنتخب التونسي يوم 10 أوت القادم، ثم في لقائين رسميين أمام كل من تنزانيا و جمهورية إفريقيا الوسطى، في إطار تصفيات " كان 2012 "، إضافة إلى مباراة ودية أخرى مبرمجة خلال شهر نوفمبر القادم، و هي مواعيد تعتبر محطات إعدادية لحليلوزيتش تحسبا للتصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل.