دخلت الأوضاع بولاية غرداية أمس، مرحلة الانفلات، بعد وقوع اشتباكات عنيفة بين العرب والميزاب، عجزت قوات الأمن عن إخمادها بالقوة، وخلفت عدة خسائر مادية منها حرق 40 منزلا، وتوقيف 12 عنصر على الأقل. حسب شهود عيان وممثل خلية التنسيق والمتابعة بولاية غرداية، خضير باباس، في تصريح ل”الفجر”، فإن الاشتباكات التي وقعت أمس، خطيرة وزادت من تخوفات السكان بعد أن حولت الولاية الى ساحة معركة بين العرب والميزابيين، مبرزين أنه رغم تدخل عناصر الدرك الوطني بقوة، لكن دون أن تتمكن من إخماد الاشتباكات، وقال ممثل الخلية، أن اشتباكات أمس هي الأعنف من نوعها، وكانت نتيجة التطورات التي شهدتها الولاية خلال اليومين الماضيين، مباشرة بعد سقوط الضحية أوجانة حسين، وكشف أن المواجهات أسفرت عن حرق 40 منزلا، وتوقيف 12 ميزابيا، دون تسجيل أية خسائر في الأرواح لحد الساعة، مقابل حالة الرعب غير المسبوقة لدى السكان. وتابع خضير باباس أن أعيان بني ميزاب قد طلبوا من السلطات المركزية التدخل العاجل لوقف النار بغرداية، في اتصالات تمت نهار أمس، مضيفا أن الانزلاق الذي تشهده ولاية غرداية يفوق قدرة السلطات المحلية على حل الأزمة وإعادة الأمن، وأوضح أنه مع ظهور شرارة الاشتباكات أجرى الأعيان اتصالات بالسلطات المركزية، وناشدوها التدخل لوقف العنف، لكن يبدو أن الاستجابة لم تكن سريعة حسب المصدر ذاته. طالبوا السلطات العمومية بالأمن والاستقرار في غرداية ميزابيو الوسط ينظمون وقفة احتجاجية بالعاصمة نظم أمس، أزيد من 200 ميزابي، وقفة احتجاجية أمام دار الصحافة الطاهر جاووت، بالعاصمة، جددوا من خلالها مطالبهم الخاصة بتهدئة الأوضاع واستعادة الأمن بولاية غرداية، ورفعوا شعارات تتهم السلطة ب”الصمت المتعمد” على ما يقع بالولاية من اعتداءات على السكان. ورفع المحتجون خلال الوقفة المنظمة أمس، صور الضحية الأخير، أوجانة حسين، الذي توفي في حادث مرور أليم، حسب ما ذكر والي ولاية غرداية في ندوة صحفية، رغم أن الميزابيين يتهمون أطرافا بقتله عمدا بعد رشق دراجته بالحجارة. ويعد احتجاج أمس، السادس من نوعه، قدم خلاله المحتجون ولا سيما مؤطري الوقفة، شهادات متطابقة اتهموا فيها السلطات برعاية العنف بغرداية، وقالوا إنه ”لو أرادت السلطات العمومية أن تطوي الأزمة في غرداية وتعيد الأمن، لفعلت في 24 ساعة، لكنها لا تريد ذلك”، وأضافوا أنه ”نريد الأمن الاستقرار وأن ينتهي مسلسل العنف الذي استمر طويلا”، رافعين شعارات ”لا للتمييز العنصري”، و”الشرطة المحلية في غرداية تزور القتل إلى حادث مرور”، وأيضا ”هل نحن في جزائر الاستقلال أم في…”، وطالبوا الوزير الأول عبد المالك سلال، بالوفاء بوعوده، ونادوا ”يا سلال.. يا سلال.. أين الأمن يا سلال”، وكرروها عدة مرات أمام مسامع رجال الأمن الذين انتشروا بعين المكان. وقد طوت عناصر الأمن الوقفة الاحتجاجية وقامت بتفرقتها في أقل من ساعة، كما كانت الحوامة تطوف حول الاحتجاج الذي عرف مشاركة جميع ميزابي منطقة الوسط القادمين من ولايات العاصمة، البليدة، تيبازة، وبومرداس، حسب شهادات متطابقة. بلموهوب يتهم أطراف أجنبية برعاية فكرة تفرقة الجزائر من غرداية وشارك في الوقفة الاحتجاجية، ممثل الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، نور الدين بلموهوب، الذي اتهم أطراف أجنبية بمحاولة تقسيم الجزائر من غرداية، باستعمال أساليب عديدة ومتنوعة تهدف في مجملها إلى زعزعة الآمن والاستقرار في البلاد، وطالب بفتح تحقيقات معمقة حول من يريد تقسيم الجزائر وزرع البلبلة، معبرا عن تضامنه مع عائلات الضحايا الذين سقطوا منذ اندلاع الأحداث بالولاية. وتجدر الإشارة إلى أن وقفات مماثلة نظمت بكل من ولايات باتنة، سطيف، عنابة، قسنطينة، بالتوزاي مع التي نظمت أمام دار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة، لتحسيس الرأي العام بالقضية وحملهم على تسوية الأوضاع بسرعة، كما تم تنظيم بكل من كندا، والولايات المتحدةالأمريكية، وقفات احتجاجية منددة.