تزداد معاناة الصائم البرايجي الذي يقيم خارج عاصمة الولاية، من النقص الفادح في وسائل النقل التي يقلع أصحابها عن العمل في ساعات مبكرة من المساء، ما يدفع العديد من المواطنين لأن يختار حلين أحلاهما مر، إما بالإفطار بالمحطة أو بمطاعم إفطار الصائمين المنتشرة عبر الولاية، أو انتظار ساعات بعد الإفطار من أجل العودة لمنازلهم أو الرضوخ لأصحاب ”الفرود” الذين ينتظرون مثل هذه الفرص ليشترطوا مبالغ باهظة لنقلهم لبويتهم.. شريطة وجود وقت كاف لأصحاب ”الفرود” لعودتهم لمنازلهم للإفطار مع أولادهم. تشهد محطات نقل المسافرين ببرج بوعريريج، ككل أمسية من رمضان، حالة انعدام شبه كلي لوسائل النقل، والذي أكد بعض أصحابها ممن التقت بهم ”الفجر” أن التوقف عن العمل يكون على الساعة الخامسة والنصف مساء، معللين ذلك بعدم وجود أماكن كثيرة في حال العودة والاكتفاء بنقل الموظفين الذين ينهون عملهم تزامنا مع هذا الوقت. هذا الإجراء خلف وراءه ظاهرة ليست غريبة عن ولاية برج بوعريريج، رغم أنها ابتزاز للمواطن، والمتمثلة في انشار رهيب لأصحاب ”الكلوندستان” الذين يأخذون أجرة كبيرة جدا من أجل نقل المسافرين المتأخرين الذين حتمت عليهم الظروف ذلك. ومن جهة أخرى فإن الملتحق بالمحطة قبيل أذان المغرب بنصف ساعة فليتأكد بأنه سيفطر بها لعدم وجود سيارات ”الفرود” التي تقلع هي الأخرى عن هذا العمل غير القانوني قبل الأذان بنصف ساعة.. حتى يتسنى لهم العودة لمنازلهم والإفطار مع أهلهم. محطات كل من زمورة وتاسمرت والقلة وجعافرة وحرازة وغيرها، مكان يلتقي عدد كبير من أصحاب ”الكلوندستان” لاصطياد من لم يسعفه الحظ في العودة لمنزله بمبلغ قانوني. وبحديثنا مع بعض المواطنين أكدوا أن مبلغ سيارة الفرود يفوق مبلغ سيارة الأجرة بأكثر من عشرة أضعاف، معبرين بذلك عن استيائهم لنقص وسائل النقل الخاصة وعدم تدخل السلطات البلدية لحل الأزمة ولو بتخصيص كل بلدية حافلة كل أمسية في رمضان قبل الأذان بالوقت الذي يكفي للوصول لتلك المنطقة. هذا ما اقترحه أحد المواطنين الموظفين بالإدارة بعاصمة الولاية، والذي يسكن خارجها، مؤكدا بأن القضاء على ظاهرة ابتزاز الموطنين يكون عن طريق تحرك السلطات ووضع آليات فعلية وعملية. ما هو مدهش أن سيارات ”الفرود، رغم عملها في إطار غير قانوني، إلا أن أصحابها تمكنوا من تنظيم عملهم سواء من ناحية الثمن أو التوزيع عبر المحطات وغيرها من الأماكن التي تستقطب الزبائن، فمثلا المسافة بين ولاية برج بوعريريج وبلدية ثنية النصر مقدرة ب 30 كلم يحتسبها أصحاب الكلونديستان بمبلغ 600 دج مقابل 50 دج بسيارة الأجرة، ناهيك عن الأماكن البعيدة والمعزولة كحرازة وبن داود والرابطة التي يفوق ثمن الوصول إليها 800 دج، والتي تعاني من انعدام للنقل الريفي الذي أرق السكان كثيرا..