فجرت التعليمة المشتركة التطبيقية رقم 004 المؤرخة في 06/ 07/ 2014 المحددة لكيفيات تطبيق بعض الأحكام التنظيمية المتعلقة بالموظفين المنتمين لأسلاك التربية الوطنية والصادرة عن كل من الوظيف العمومي ووزارة التربية والمالية غضب الشركاء الاجتماعيين بعد فشلها في تحقيق 6 مطالب رئيسية أهمها قضية الآيلين للزوال، والتي من المنتظر أن تدخل القطاع مجددا في مشاحنات وتوترات مع الدخول المدرسي المقبل وفق تهديدات النقابات التي باشرت التحضير لموسم الغضب من الآن. أصدرت نقابات بيانات استهجان عقب لقائها مع مسؤولي وزارة التربية مساء الأربعاء حول التعليمة الوزارية المشتركة رقم 004، حيث أشارت نقابة عمال التربية ”أسنتيو”، إلى أنه ”مثلما كان متوقعا وأشرنا إليه في تصريحاتنا السابقة فكل الوعود والإغراءات التي زجت بالآيلين للزوال في إضرابات شتاء 2014 قد اندثرت باندثار وزارة إصلاح الخدمة العمومية”، مضيفة أنه ”وبعد اطلاعنا على محتوى هذه التعليمة المجحفة، فإننا ندين ونستنكر بشدة تراجع مصالح الوظيفة العمومية ووزارة التربية في إدماج معلمي المدارس الابتدائية في رتبة مكون بعد 10 سنوات أقدمية في الرتبة قبل تاريخ 31/ 12/ 2011، والاكتفاء بإدماجهم في رتبة رئيسي، بالرغم من تعهد المديرية العامة للوظيفة العمومية ومن ورائها وزارة إصلاح الوظيفة العمومية بإدماجهم كأساتذة مكونين”، مشيرا إلى ”الظلم الشديد الذي طال المعلمين والأساتذة الذين تابعوا تكوينهم بنجاح ومنحت لهم شهادات التخرج بعد 3 جوان 2012، رغم أن عملية الإدماج مجرد تسوية لوضعيات عالقة... فقد حرمت هذه الفئة من حقها، وكذا التلاعب بمصير الآلاف من الآيلين للزوال ممن تحصلوا على شهادات ليسانس أثناء الخدمة فلم تعتمد شهاداتهم العلمية (ليسانس) في الإدماج والتسوية بحجة عدم التخصص، بل تمت معاملتهم معاملة المقبل على التوظيف من جديد”. تحذيرات من تجاهل ملف ”الآيلين للزوال” وعواقب دخول مدرسي مضطرب بسببه هذا وتمت الإشارة إلى ”الكيفية المجحفة التي تم اعتمادها في طريقة تقدير أقدمية 20 سنة للإدماج في رتبة أستاذ مكون، فقد تم إهمال الخبرة المهنية المكتسبة في السلك الأصلي، فأساتذة التعليم المتوسط والأساسي المنحدرين من رتبة معلم ليس لهم الحق في الإدماج وذنبهم الوحيد أن الإدارة قامت بترقيتهم لما احتاجت لشهاداتهم في تأطير مرحلة التعليم المتوسط”، وهذا في ظل ”إقصاء أساتذة مواد الإيقاظ (رسم، موسيقى) والتربية البدنية من عملية الإدماج، رغم أن وزارة التربية لم تقرر السماح لهم بالتكوين إلا مؤخرا”، كاشفا في الوقت نفسه اللثام عن ”التهميش الذي لحق بقية الأسلاك والرتب الآيلة للزوال (المساعدون التربويون، أعوان المصالح الاقتصادية، أعوان المخبر وأساتذة التعليم الثانوي والتقني) والاكتفاء بالإشارة إليهم من خلال التعليمة ضمنيا، لذا نطالب بتأهيلهم آليا من خلال التحويل الآلي لمناصبهم المالية وإدماجهم تلقائيا في الرتبتين المواليتين لسلكهم الأصلي خلال السنة المالية 2014 مثل ما تم مع أسلاك التعليم”. واستنكرت النقابة ”عدم السماح لأساتذة التعليم الثانوي الرئيسيين بالمشاركة في مسابقات الإدارة، مثلما هو الشأن بالنسبة للرئيسيين في التعليم الابتدائي والمتوسط عملا بمبدأ التساوي بين الرتب والأسلاك في الأطوار الثلاثة”، معتبرة أن ”صدور هذه التعليمة في هذا الوقت بالذات بحثا عن توترات وافتعال أزمات قبيل الدخول المدرسي واستفزازا صريحا لمشاعر عمال القطاع وخاصة الآيلين للزوال، ودعوة صريحة للفوضى والتشنج الذي كان سببا في إخراج التلاميذ للشارع”. في المقابل أشار الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ”إنباف” إلى الإغفال الكلي عن ملف ما اصطلح عليه بالرتب الآيلة للزوال (المعلمون، أساتذة التعليم الأساسي، الأساتذة التقنيون، مساعدو التربية، المخبريون، مساعدو المصالح الاقتصادية، مستشارو التوجيه المدرسي والمهني)” وقال ”كنا ننتظر قرارا وردا رسميا على مطلبنا في إدماج جميع المشتغلين على الرتب الآيلة للزوال لكل الأسلاك في الرتب القاعدية، إضافة إلى الذين تلقوا تكوينا بعد 3 جوان 2012 والذين هم قيد التكوين لاستفادتهم بالرتب المستحدثة، مضيفا أن قطاع التربية يضم أسلاكا عديدة، وليس مقتصرا على سلك أو سلكين مما يستوجب الاهتمام بها جميعا لضمان العدل والإنصاف، وأن استقرار القطاع مرهون أساسا بتحقيق باقي المطالب والملفات ومعالجة مشاكل القطاع التي ستعرض في اللقاء الثنائي المرتقب يوم 24 جويلية 2014”.