"بوتفليقة ليس من جماعة الأروقة ومحتارين لغياب واجب التحفظ لدى بلخادم" يرى عضو مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي، والقيادي في الأفالان، الهادي خالدي، في حوار مع ”الفجر”، أنه في حال غياب بلخادم وبلعياط عن المؤتمر القادم للحزب سيكون سعداني هو الرابح الوحيد، وسيتوج الأفالان سعداني أمينا عاما مجددا في مهرجان شعبي، معربا عن استغرابه من تحركات عبد العزيز بلخادم مستشار الرئيس، وغياب واجب التحفظ عنه، لأنه يستحي أن يكون الرئيس يدعمه، لأن بوتفليقة لا يعمل في الأروقة، ولو أراد استبعاد سعداني لطلب منه اللجوء إلى خيار الصندوق، والأهم بالنسبة لمحدثنا الآن، هو فتح قنوات الحوار بين جميع الفرقاء وإبداء كل طرف لحسن النية، لإنجاح المؤتمر القادم. كيف تسير التحضيرات للمؤتمر القادم، وهل هناك اتصالات مع الإخوة الفرقاء لراب الصدع، خاصة بعدما حدث في الدورة الأخيرة للجنة المركزية؟ حاليا لا جديد على مستوى الحزب، فباستثناء التصريحات الأخيرة لوزير الدولة مستشار رئيس الجمهورية، فإن الأجواء الرمضانية فرضت هدنة. خصوم القيادة الحالية يتهمون حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني، بإفشال إسقاط الأمين العام بسبب سياسة الولاءات للأشخاص؟ مواقفنا معروفة ونحن لسنا من أنصار سعداني، ومن يتحدث عن هذا الأمر عليه أن يسال نفسه ماذا يفعل ليعود بلخادم مجددا للأمانة العامة رغم أن الأمر غير مقبول مطلقا من الناحية الأخلاقية، نحن نتعامل مع الواقع ومع القيادة الفعلية، الإدارة حاليا لا تعترف بأمين عام آخر غير عمار سعداني، حتى من يتحدث عن المادة 9 عليه أن يدرك أن القضية لم تعد تنظيمية بل سياسية. عودة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، وحديثه عن دعم الرئيس له لإزاحة سعداني، أثارت كثيرا من الجدل، وظن البعض أن بلخادم سيعود في الدورة السابقة، لكن ما حدث زاد من التساؤلات؟ الحقيقة أن بلخادم يعمل على تأزيم الوضع لا غير، لأن ما يقوم به لا يخدم الحزب، لا من قريب ولا بعيد. لكن لماذا يفعل ما يفعل وأين واجب التحفظ بحكم منصبه كوزير دولة لو لم يكن الرئيس يدعمه فعلا؟ صحيح غياب واجب التحفظ من الأمور التي تحيرنا في خرجة بلخادم، لكن لو أراد فعلا الرئيس بوتفليقة إزاحة سعداني لأقاله وأمره بإدراج نقطة الصندوق في الاجتماع السابق للجنة المركزية في الأوراسي لتجديد الثقة أو سحبها، تماما مثلما حدث مع بلخادم في دورة جانفي 2013، هل تعتقدين أن بلخادم كان سيوافق على التراجع لو لم يتلقى إملاءات فوقية، أعتقد أن الأمر مجرد مناورات، ولو كان الرئيس فعلا إلى جانبه هل من المعقول أن يبقى خارج القاعة ويعامل بتلك المعاملة الدونية، الرئيس ليس من جماعة الأروقة. في اعتقادي وتقديري أنه يتوجب الاعتراف بالأمر الواقع والتعامل مع القيادة الفعلية للحزب، وبعدها تجتمع كل الأطراف المتنازعة في المؤتمر القادم لحل الأزمة، لأني أؤكد وأشدد أن القضية سياسية وليست قانونية، وغياب بلعياط أو بلخادم سيكون في مصلحة سعداني، وسيكون المؤتمر العاشر مهرجانا شعبيا تتوجه فيه القواعد تماما مثلما حدث في المؤتمر الذي توج بلخادم في مهرجان شعبي كبير جدا، حينها سيشرب مستشار رئيس الجمهورية من نفس الكأس التي شربنا منها، لكن لو يشارك كل الأطراف يمكن أن تتغير المعطيات ويحدث ما لا يتصوره الإنسان. ألا تعتقدون أن الصمت المطبق للمجاهدين زاد في تأزيم الوضعية؟ المجاهدون يرفضون النزاعات والانشقاقات، والصمت بالنسبة لهم هو موقف سياسي، هم يبحثون عن التوافق والذهاب إلى ندوة لحلحلة المشاكل وإقرار المصالحة، وأود أن أؤكد أن حضور التقويميين إلى دورة 24 جوان الفارط، لا يعني أننا أغلقنا ملف الخصام مع سعداني، لكن نتعامل فقط مع الأمر الواقع، وتلقينا ضمانات من سعداني لفتح باب الحوار مع الجميع، والآن المطلوب منه إبداء حسن النية والتراجع عن الاقصاءات في حق القيادات الثمانية لأنه ليس من المعقول معاقبة هؤلاء والصفح عن العشرات ممن نشطوا حملة انتخابية لمرشح آخر غير بوتفليقة، فالقانون الأساسي واضح والنظام الداخلي واضح، كما يتوجب عليه أن يتوجه بدعوات لكل من يخالفوه الرأي لأن مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار، وعلينا أن نتجاوز الأنانيات وحب الزعامات حتى لا يدفن الحزب، وأتنمى أن يبادر الجهاز المركزي إلى جمع الصفوف والجلوس على طاولة واحدة قبل المؤتمر القادم، وإلا سيكون اللقاء مفبركا مثل مهرجان 2010. بعد اللقاء الماضي هل التقى عبادة وسعداني مجددا؟ اللقاء بين عبادة وسعداني تناول جملة من النقاط على رأسها جمع الشمل ورفع التجميدات ومحاربة الفساد في الحزب لطي صفحة الخلافات، والآن ننتظر من سعداني خطوة أخرى، وأود هنا أن أشير إلى أنه لا يجب أن تكون اللقاءات بين سعداني وعبادة فقط، بل مع جميع الفرقاء، لأن القيادة مجبرة وملزمة بذلك. البعض يتحدث عن شقاقات في صفوف التقويمية؟ نحن جماعة ولسنا مؤسسة، اجتمعنا عندما توحدت قناعتنا وهي مفتوحة أمام الجميع، وإن تغيرت قناعات البعض لسبب أو لآخر فكل حر في مواقفه، وأؤكد أن الحركة مفتوحة أمام جميع المناضلين.