يرفض رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المؤقتة للأفالان، عبد الرحمان بلعياط، التسليم بالأمر الواقع، وبإحكام سعداني السيطرة على الأمانة العامة للحزب والتحضير للمؤتمر العاشر القادم، بعد فشل جناح عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة مستشار الرئيس، في فرض نقطة انتخاب أمين عام جديد في دورة 24 جوان الماضي، التي عرفت فوضى عارمة منع فيها العشرات من أنصار الأمين العام السابق من دخول قاعة المؤتمرات، مؤكدا أن سعداني الذي يتحدى الرئيس بوتفليقة ويخالف تعليماته بالبلطجة سيرحل قريبا. نواصل مشاوراتنا وسنكشف أوراقنا في الوقت المناسب سنستدعي دورة طارئة للجنة المركزية بأمر من الرئيس ولا نحتاج إلى النصاب القانوني أو الإمضاءات الفجر: بعد الذي حدث في الدورة العادية الأخيرة للجنة المركزية، وفشلكم في الإطاحة بسعداني، كيف هي الأمور حاليا؟ بلعياط: نحن الآن في مرحلة اتصالات وتشاور حول ما يمكن فعله في القريب، لأن بعد الذي حدث في الاجتماع الأخير في 24 جوان بالأوراسي، أظهر بشكل أكثر وضوحا حقيقة السطو الذي تعرض له منصب الأمين العام في دورة 29 أوت، وأؤكد أنه لا يمكن أن نسمح بالهروب بالحزب، وسنواصل النضال وسنقوّم مسار الحزب ونقيم الشرعية. لكن الظاهر أن سعداني خصم عنيد وليس لديه استعداد للمجازفة والذهاب للصندوق، والأهم أنه يتمتع بالقوة، على ماذا تعتمدون مع الداخلية إن رفضت الترخيص لكم؟ نحن لسنا وحدنا، الرئيس بوتفليقة يؤيد مساعينا ومساعي مستشاره، وبلخادم قالها عديد المرات، سعداني بتصرفاته وخرجاته الأخيرة يتحدى إرادة الرئيس بوتفليقة. ما حدث في دورة الاوراسي الأخيرة لا يعني أبدا أن سعداني يتمتع بنفوذ أو جهات فوقية، كل ما في الأمر أنه اعتمد على البلطجية ليمنع أعضاء اللجنة المركزية والقياديين في الحزب من الولوج إلى القاعة وإقرار خيار الصندوق لاختيار أمين عام جديد. ولم يكتف بمنع القياديين الذين أحالهم على لجنة الانضباط، بل منع العشرات من الدخول لمجرد الاشتباه فيهم أنهم من أنصار بلخادم، رغم أنهم يملكون دعوات، لكن المنظمين رفضوا منحهم شارات الدخول. وأكثر من ذلك أن سعداني يمارس أسلوب التهديد والوعيد تارة لإرهاب كل من يحاول السير في طريق الشرعية بإقالتهم من مناصبهم وإحالتهم على لجنة الانضباط، وأسلوب الترغيب تارة أخرى، بالحديث عن المناصب الوزارية والامتيازات. ألا ترون أن انتخاب أمين عام جديد قبل المؤتمر القادم صعب، خاصة بعد انسحاب التقويمية وأنصار بن فليس، وتراجع النصاب القانوني الذي تتحدثون عنه لاستدعاء دورة طارئة للجنة المركزية؟ سنستدعي دورة طارئة للجنة المركزية بأمر من الرئيس ولا نحتاج إلى النصاب القانوني ولا للإمضاءات، لأن سعداني يتحرك خارج الشرعية، وسننتخب أمينا عاما جديدا قبل المؤتمر القادم. عبد الكريم عبادة دعاكم إلى التخلي عن الولاءات للأشخاص والاهتمام بمصلحة الحزب، بالذهاب إلى المؤتمر القادم وانتخاب أمين عام جديد، كما يؤكد السيناتور الهادي خالدي، أن مشكلة الأفالان لم تعد تنظيمية بل سياسية ولا حل إلا بالتعامل مع القيادة الفعلية لحين المؤتمر القادم؟ من قال إننا موالون لبلخادم؟ كل ما نبحث عنه هو إقرار الشرعية. وإن تحدثنا عن الولاءات فعبادة هو من يمارس هذه السياسة بدعم سعداني، أما ما يتحدث عنه الخالدي فأنا لا أنتظر منه ولا من غيره تلقيني ماذا أفعل. أنا مهمتي تنتهي بمجرد استدعاء اللجنة المركزية وإقرار الصندوق، لكن هم يرفضون الأمر. سعداني فتح النار على بلخادم، وأكد أن الأمين العام السابق كان يدعمه، واشترط عليه فقط الاستغناء عن الوزراء الذين أطاحوا به؟ إن كان الأمر صحيحا، لماذا لم يتحدث عنه في حينه. وما أؤكده أن محاولات سعداني لتشتيت صفوف خصومه لن تنجح، والدليل أن الوزراء مازالوا إلى جانب بلخادم رغم كل ما قاله سعداني. هل ستذهبون إلى المؤتمر القادم بكل هذه الانقسامات، ومتى سيطوى ملف الشقاق بين الإخوة الفرقاء؟ سننهي مشكل الشرعية قبل المؤتمر، ولن نتحدث عما نحضّر له، بل سنكشف أوراقنا في حينها ونحن من سنحضر المؤتمر العاشر.