تحتضن جامعة خميس مليانة بالجزائر، شهر أكتوبر المقبل ملتقى وطني حول”النقد والمرجعيات المستعارة”، حيث سيعرف الملتقى الذي سيسلط الضوء على آليات النقد وأسسه مشاركة ثلة من الكتاب، الروائيين والنقاد. وأشار بيان صدر عن قسم اللغة والأدب العربي بكلية الآداب واللغات بذات الجامعة والذي ينظم الملتقى، بأنه سيتم على مدار يومين كاملين تسليط الضوء على المسيرة النقدية العربية خلال الخمسين سنة الماضية، حيث توضح ديباجة الملتقى، بأنه ثمة إجماع بين الدارسين والمهتمين بشؤون الأدب والنقد على التطور الواضح الذي تكلّلت به المسيرة النقدية العربية خلال الخمسين سنة الأخيرة، ورغم هذا التطور إلاّ أن ما صاحبه من إشكالات وأسئلة معرفية ومنهجية كان أقوى من أن يحجب عن المساءلة والتمحيص، حيث أن الصورة المهيمنة على تفاصيل خارطة النقد العربي تأخذ ملامحها وأسسها بشكل يكاد يكون كليا عبر ما تقدمه من انتماء منهجي لإحدى نظريات الحداثة الغربية ومناهجها، وهذا الواقع أدى إلى نشوء قسري للمناهج الغربية في بيئات غير بيئاتها، وإقحام متعمّد لسلطة المنهج على تفاصيل شعرية وجمالية مختلفة. ومن خلال ما سبق، يأخذ سؤال المرجعية الفكرية وتباينها موقعا محوريا في سياق تحديد الإشكالات المؤطرة لميدان النقد الأدبي العربي الحديث، وذلك من حيث عدم قدرة هذه المرجعيات المستعارة على تقديم نفسها كبدائل حضارية نهائية للمشاكل الحضارية والثقافية الراهنة. وتشير الورقة، التي سيتمحور حولها عمل المشاركين في الملتقى، إلى أنّ مسيرة النقد الجزائري مشابهة لمثيلتها العربية في كثير من الملامح سواء ما تعلق منها بظروف النشأة، بدءا بإطارها التاريخي المتمثل في عهد الاحتلال، أو ما تلاه من سنوات كانت في أغلبها تطورا منهجيا طبيعيا لا يكاد يخالف الحاصل على المستوى العربي، في سبيل رصد مختلف التفاصيل الزمنية والمنهجية والمعرفية التي صاحبت النقد الأدبي في الجزائر. وستتوزع محاوره ليشمل عديد النقاط على غرار النقد الأدبي الجزائري والمرجعيات المشرقية، المرجعيات المشرقية عند أعلام النقد المنهجي السياقي في الجزائر، وكذا أسئلة الحداثة الغربية ومرجعياتها في النقد الجزائري المعاصر، حيث يقدم الأساتذة والدكاترة المشاركون مداخلاتهم التي تدرس هذه المحاور وكل المواضيع التي تتعلق بها. هذا وقد حددت الجهة المنظمة على الباحثين الالتزام بموضوع الملتقى، والمحاور المدرجة، ولا تقبل أي مداخلة خارج ذلك، كما تكون المشاركات باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية، وأن لا يتعدّى حجم البحث (25) صفحة، بمعدل كلمات لا يتجاوز 12000 كلمة، ويهدف الملتقى إلى الاطلاع على المنجز النقدي الجزائري ورصد مناهجه ومرجعياته، ومحاولة الظفر بأسباب ما يعترض التجربة النقدية من إشكالات واقتراح ما يمكن أن يكون حلولا معرفية صالحة، ناهيك عن تثمين المحاولات والتجارب الناجحة، واستقراء ملامحها وأدواتها في سبيل تعميم الاستفادة المعرفية، والتعرف على مدى قابلية النقد الجزائري للتفاعل مع المرجعيات الوافدة، واكتشاف الخصوصية. والجدير بالذكر، فإن آخر أجل لإرسال المداخلات سيكون قبل 10 سبتمبر القادم.