تخطط الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى دخول السوق الجزائرية بقوة خلال الأسابيع المقبلة وتسعى لاصطياد اتفاقيات هامة من شأنها أن تجعلها الشريك الأول للجزائر في مشاريع وصفقات الخماسي 2015 2019، متفوقة بذلك على الشريك التقليدي فرنسا والشريك الجديد الصين لاسيما في مجال المحروقات والكهرباء والغاز الصخري في الوقت الذي تعول الجزائر على الدعم الأمريكي لنيل رخصة "أومسي". مكانة الشريك التقليدي فرنسا والعملاق الصيني في السوق الجزائرية مهددة بالتراجع مرفوقا بكل من وزير الطاقة يوسف يوسفي، وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، شارك الوزير الأول عبد المالك سلال أمس في أشغال اليوم الثاني لقمة الولاياتالمتحدةالأمريكية الإفريقية التي خصصت للجانب الإقتصادي على رأسها ”الطاقة والتجارة”، حيث عقد منتدى اقتصادي بمشاركة 300 رجل أعمال وشخصية أمريكية وإفريقية من من بينهم رجال أعمال جزائريين لبحث قضايا التجارة والاستثمار، وسط تأكيد واشنطن أن هذا الموعد هو فرصة للتفاعل والتبادل وكذا إبراز مقاربات المنفعة المتبادلة، حيث أكد في هذا السياق كاتب الدولة الأمريكية للخارجية جون كيري أن بلاده تريد وبدون أية عقدة العمل بجهد لتتمكن الشركات الأمريكية من الاستثمار في إفريقيا. من جهتها صرحت وزيرة التجارة الأمريكية، بيني بريتزكر، بأن اتفاقيات تجارية تقدر بحوالي 900 مليون دولار أمريكي سيجري الإعلان عنها بشكل رسمي خلال القمة، وهو ما يعكس الصبغة الاقتصادية القوية للقمة وعزم واشنطن على وضع أسس شراكة مع إفريقيا وتحديد الشركاء التجاريين الجدد داخل القارة، كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية واعية بالإمكانيات والثروات التي تتوفر عليها القارة لاسيما في ظل الأرقام التي تشير إلى أن 10 دول إفريقية على الأقل تحقق أسرع نمو في العالم. أمريكا ”تستفرد” بسلال للظفر بمناقصات استغلال الغاز الصخري في الجزائر سيستحوذ ملف استغلال الجزائر لمخزونها من الغاز الصخري ”الشيست” على حصة الأسد من المناقشات التي ستجمع كلا من الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الطاقة يوسف يوسفي بكاتب الدولة الأمريكي للطاقة إيرنست مونيز يوم غد، إذ تطمح أمريكا التي تعد الرائدة في مجال استخراج الغاز الصخري والتي تحتكر هذه التكنولوجية بأقل الأضرار على الطبيعة عالميا، إلى الإستحواذ على السوق الجزائرية في مجال الشيست، خاصة أن وزير الطاقة يوسف يوسفي كان قد عبر عن نية الجزائر الإستفادة من الخبرة الأمريكية في التقنيات المتطورة لاستغلال الغاز الصخري ما يرجح الكفة لتكون أمريكا المرشح الأكبر للظفر بحقول وآبار الجزائر الصخرية خلال الحقبة المقبلة. إذ ستعمل أمريكا على لسان كاتب دولتها بتطمين سلال وطاقمه حول التحكم الأمثل في الإنعكاسات السلبية التي ستنجر عن استغلال الغاز الصخري في بلادنا على الطبيعة والبيئة من خلال اتخاذ هذه الأخيرة لكافة احتياطاتها اللازمة لحماية المياه من التلوث. ويبدو أن وزير الطاقة يوسف يوسفي قد تبنى هذا المنطلق من خلال تصريحه في أكثر من مناسبة أن استغلال الغاز الصخري لن يؤثر سلبا على البيئة وسيتم اتخاذ كافة احتياطات السلامة. وسيحوز ملف المحروقات كذلك على قدر واف من المناقشات بين الطرفين الجزائري والأمريكي في ظل وجود علاقات قديمة تربط البلدين في المجال، كما سيسعى يوسفي إلى الظفر بالقدر الكافي من الوعود الأمريكية لنقل التكنولوجيا إلى بلادنا وتكوين اليد العاملة الجزائرية وتأهيلها لاكتساب الخبرة. القمة الإفريقية - الأمريكية..فرصة ”أناداركو” الذهبية لطي صفحة الصراعات مع الجزائر المجمع البترولي الأمريكي ”أناداركو” الذي يعد من بين أكبر منتجي النفط الأجانب في الجزائر، هو الآخر يرى في القمة الإفريقية فرصة ذهبية لتحسين علاقاته مع الجزائر وبعثها من جديد، بعد أن توترت لمدة طويلة نتيجة الصراع الضريبي الذي تمت تسويته في 2012 والذي استمر لفترة طويلة والذي تحصلت بموجبه على نفط جزائري بقيمة 4.4 مليار دولار بعد فك النزاع. كما ستحاول أناداركو الضغط على ممثلي الحكومة الجزائرية لتعديل قانون المحروقات في بلادنا خاصة أن العملاق الأمريكي قد سجل تراجعا بنسبة 76 في المائة في إنتاجه خلال الربع الثاني من العام الجاري. إذ سيلتقي سلال مرفوقا بوزير الطاقة بالرئيس المدير العام للمجمع البترولي الأمريكي ”أناداركو” آل والكر، الذي يستغل بالشراكة مع سوناطراك الحقول الهامة لحوض بركين بإيليزي. ”جنرال إلكتريك” يستهدف الجزائر في القمة ويترصد سلال ويوسفي لمنحه ”امتيازات” وما يثبت استهداف العملاق الطاقوي الأمريكي ”جنرال إلكتريك” الجزائر في هذه القمة، وتخطيطه المسبق لاستمالة الوفد الجزائري، هو نشره أمس الأول لبيان رسمي صادر عن الشركة ينوه فيه بأهمية مشروعه في الجزائر المتمثل في توريد توربينات الغاز للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء. يأتي هذا في ظل الأخبار والتصريحات التي تداولتها الصحافة والتي أدلت بها هيلاري كلنتون مؤخرا حول تدخلها لدى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتعزيز تواجد ”جنرال إلكتريك” بمنحها تسهيلات وامتيازات للظفر بالعقود والمشاريع في بلادنا. هذا التصريح الذي نفاه الرئيس المدير العام لشركة سونلغاز، قائلا أنه لم يتعرض لأية ضغوطات في هذا الموضوع. ورغم عدم تأكيد هذه المعلومات، سيعمل جيفري إيملت الرئيس المدير العام لشركة ”جنرال إلكتريك” في لقائه بسلال ويوسفي على استمالتهما قصد تعزيز تواجدها في السوق الجزائرية وتقديم كافة التسهيلات لمشاريعها، فضلا عن التشريعات والقوانين المنظمة لقطاع المحروقات في بلادنا على رأسها قانون المحروقات ونية الحكومة تعديله. وأعلنت شركة ”جنرال إليكتريك” أمس أنها ستسثمر 2 مليار دولار في إفريقيا بحلول عام 2018، ووصفت القارة بأنها ”منطقة النمو الواعدة وأوضحت الشركة أنها ستركز استثمارها على تطوير سلسلتها للتوريد وتدريب الأفراد، ومبادرات تقوية البنية التحتية والاستدامة. وتشمل المشروعات توريد توربينات أنابيب الغاز للمساعدة في تلبية الطلب على الكهرباء في الجزائر، ومصفاة لتكرير النفط في نيجيريا، إلى جانب الاستثمار في السكة الحديدية بقيمة مليار دولار في أنغولا. وقالت الشركة أنها حققت إيرادات بقيمة 5.2 مليار دولار من عملياتها في إفريقيا في عام 2013، كما أنها حصلت على طلبيات بأكثر من 8.3 مليار دولار. وقد وقعت المجمع الأمريكي جنرال إلكتريك مع سونلغاز في 2013 عقدا لاقتناء تجهيزات موجهة لانجاز 6 محطات كهربائية خلال الفترة الممتدة بين 2015 و2017 ومن شأنها إنتاج طاقة إجمالية تقدر ب8400 ميغاواط، كما تضمن العقد، حسب بيان للشركة إنشاء شركة مختلطة ستمكن سونلغاز من إنتاج كافة مكونات سلسلة إنتاج الكهرباء بوسائل وطنية. وأوضحت شركة سونلغاز أن هذا العقد الموقع إثر عملية إعلان عن مناقصة يخص اقتناء تجهيزات تضم مجموعة تتكون من 24 توربينة غاز و12 توربينة بخار و36 مولد تيار متردد وبالإضافة إلى أنظمتها للمراقبة والتحكم الموجهة لتجهيز 6 محطات كهربائية جديدة بطاقة إجمالية تقدر ب400.8 ميغاواط. ومن المقرر أن تنجز هذه المحطات خلال الفترة الممتدة بين 2015 و2017 وذكر البيان أن هذا العقد يأتي استكمالا للمناقصة المتعلقة بإنجاز هذه المحطات الست لإنتاج الكهرباء في حلقة مركبة بطاقة تتراوح ما بين 200.1 و600.1 ميغاواط لكل واحدة منها. وأشارت سونلغاز إلى أن هذه الطاقة عندما سيتم توزيعها عبر الشبكة ستشكل مكسبا معتبرا من الطاقة الكهربائية وستغطي مجموع حاجياتنا الوطنية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب أمريكا تغازل الجزائر وتمنحها صوتها لاقتطاع تأشيرة الإنظمام إلى ”أو أم سي” كما سيتحادث سلال مع الرؤساء المدراء العامين لشركات ”أ جي سي أو” و”بروداكت أند شيميكلز” و ”فاريان” وكذا مع كاتبة الدولة الأمريكية للتجارة بيني بريتزكر، خاصة بعد الموقف الإيجابي الذي اتخذته أمريكا من خلال موافقتها على انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة ”أو أم سي”، حيث تطمح أمريكا لتعزيز تبادلاتها التجارية مع الجزائر. قانون الإستثمار الجديد يسيل لعاب رجال الأعمال الأمريكان.. وبوشوارب لإشباع فضولهم من جهة أخرى ستكون القمة الإفريقية الأمريكية فرصة لوزير الصناعة عبد السلام بوشوارب لشرح مختلف التعديلات التي ستجريها الحكومة على قانون الإستثمار الأجنبي في الجزائر بالأخص قاعدة 51/49، في ظل تعطش رجال الأعمال الأمريكان للظفر بتسهيلات جبائية وامتيازات قصد الإستثمار في قطاعات حيوية بالجزائر، إذ ستكشف الحكومة عن القانون الجديد شهر أكتوبر المقبل والذي صرح الوزير أنه يتضمن الكثير من التسهيلات للأجانب.