تعاني قرية بني مسلم 50 كلم شرقي الولاية جيجل من نقائص عديدة، أبرزها انعدام المرافق الخدماتية، حيث يضطر مواطنوها للتنقل يوميا إلى مركز بلدية خيري واد عجول للحصول على مختلف الخدمات، ناهيك عن النقائص المتعلقة بالسكن والماء والتهيئة الحضرية وانعدام الغاز. أوضح عدد من مواطني قرية بني مسلم ل ”الفجر” بأن الطريقة التي وزعت بها السكنات الريفية في السنوات الأخيرة غير مجدية، لأن ماوزع على المحتاجين بالقرية لا يلبي إلا النزر القليل بحسب مصادرنا، حيث يطالبون بحصص محترمة كما هو شأن أحياء وقرى البلدية الأخرى، سيما في ظل حرمان المنطقة من السكن الاجتماعي بشكل مطلق بحجة انعدام العقار، على اعتبار أن كل الأراضي عروشية بالمنطقة، وبعضها واقع في مناطق التوسع السياحي. وفي هذا السياق أكد لنا مواطنون بالمنطقة أن السلطات المعنية بإمكانها تعويض السكن الاجتماعي بالسكن الريفي، حتى يتلاءم مع طبيعة هذه القرية الجبلية. وفي الوقت الذي ثمن فيه مواطنو قرية بني مسلم ذات ال1000نسمة جهود البلدية في تزويدهم بالكهرباء مند مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وتموينهم بالماء الشروب من خلال ربط بيوتهم بشبكة المياه الصالحة للشرب، فإنهم يطمحون الى ربط بيوتهم بشبكة الغاز قصد التخلص من معاناة قارورات الغاز. وأوضحت مصادرنا بأن نصف سكان القرية هجروا المنطقة في عشرية الدم والدموع تاركين بيوتهم وأملاكهم، حيث يقطن أغلبهم حاليا خارج الولاية ومن بقي منهم في القرية يعتمدون في حياتهم على الأنشطة الفلاحية، حيث يقومون باستغلال الأراضي الممتدة من قرية بلغيموز الى غاية شاطئ البحر، إذ حولوا بلدية خيري واد عجول الى مصدر إنتاج للعديد من المنتجات الفلاحية، على غرار الطماطم الصناعية والبطيخ والفراولة، والتي ذاع صيتها في مختلف ولايات الشرق الجزائري، الى حد أن الولاية جيجل أصبحت تنافس سكيكدة في إنتاج الفراولة كما ونوعا. وفي هذا السياق كشف لنا عدد من فلاحي المنطقة، بأن الدعم الفلاحي الذي تتغنى به السلطات العليا المعنية بالفلاحة لايزال بعيدا عن فلاحي هذه المنطقة الفلاحية، لكونهم لم يستفيدوا منه كغيرهم من أشباه الفلاحين وفي هذه الوجهة يناشدون الفرع الفلاحي الكائن ببلدية العنصر دعمهم على الأقل معنويا من خلال تنظيم زيارات دورية لمزارعهم وهذا لتزويدهم بمختلف النصائح والإرشادات الفلاحية وتزويدهم بالمستجدات العلمية. وفي هذا الصدد يوجهون كامل شكرهم وعرفانهم لمديرية محافظة الغابات التي لجأت الى مساعدتهم من خلال فتح مسالك تربط بين الطريق الرئيسي البلدي ومختلف مزارعهم وهو ما سهل عليهم القيام بمختلف العمليات في ظروف جيدة من حرث الأرض الى تسويق الإنتاج. وقد وجد شباب المنطقة في موسم الاصطياف ضالتهم لبيع بعض المنتوجات الفلاحية على حواف الطريق المؤدي الى مركز بلدية خيري واد عجول للمصطافين القادمين من مختلف أنحاء الولايات المجاورة، حيث تشهد شواطئ بني بلعيد حركية غير مسبوقة وتوافدا كبيرا من السياح يوميا، ويبقى المشكل الكبير بهذه البلدية الساحلية عدم توفرها على مرافق سياحية.