تعتبر قرية بني مسلم، الواقعة بمدخل بلدية خيري واد عجول بجيجل، إحدى المناطق المتضررة من العشرية الحمراء، على اعتبار أن نصف سكانها هجروا القرية بحثا عن الأمن والعيش، ولم يعد منهم سوى عدد محدود من المواطنين لاستغلال إمكاناتهم، والاعتماد على قدراتهم أمام شح البرامج التنموية التي برمجت للمنطقة من سنوات خلت. كشف عدد من مواطني قرية بني مسلم ل”الفجر”، عن تذمرهم من الطريقة التي وزعت بها السكنات الريفية في السنوات الأخيرة، لأن ما وزع على المحتاجين بالقرية لا يلبي إلا القليل حسب مصادرنا، الذين يطالبون بحصص محترمة، كما هو الشأن لأحياء وقرى البلدية الأخرى، لاسيما في ظل حرمان المنطقة من السكن الاجتماعي بشكل مطلق بحجة انعدام العقار، على اعتبار أن كل الأراضي عروشية بالمنطقة. وفي هذا السياق أكد لنا مواطنون بالمنطقة أن السلطات المعنية بإمكانها تعويض السكن الاجتماعي بالسكن الريفي، حتى يتلائم مع طبيعة هذه القرية. وفي الوقت الذي ثمن مواطنو قرية بني مسلم ذات ال 1000 نسمة جهود البلدية في تزويدهم بالكهرباء مند مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، وتموينهم بالماء الشروب من خلال ربط بيوتهم بشبكة المياه الصالحة للشرب، فإنهم يطمحون إلى ربط بيوتهم بشبكة الغاز قصد التخلص من معاناة قارورات الغاز. وأوضحت مصادرنا أن نصف سكان القرية هجروا المنطقة في عشرية الدم والدموع تاركين بيوتهم وأملاكهم، حيث يقطن أغلبهم حاليا خارج الولاية ومن بقي منهم في القرية يعتمدون في حياتهم على الأنشطة الفلاحية، حيث يقومون باستغلال الأراضي الممتدة من قرية بلغيموز إلى غاية شاطئ البحر، إذ حولوا بلدية خيري واد عجول إلى مصدر إنتاج للعديد من المنتجات الفلاحية، على غرار الطماطم الصناعية والبطيخ والفراولة، والتي ذاع صيتها في مختلف ولايات الشرق الجزائري إلى حد أن الولاية جيجل أصبحت تنافس سكيكدة في إنتاج الفراولة كما ونوعا. وفي هذا السياق كشف لنا عدد من فلاحي المنطقة أن الدعم الفلاحي الذي تتغنى به السلطات العليا المعنية بالفلاحة، لايزال بعيدا عن فلاحي هذه المنطقة الفلاحية، كونهم لم يستفيدوا منه كغيرهم من الفلاحين. وفي هذا الجانب، يناشدون الفرع الفلاحي الكائن ببلدية العنصر دعمهم على الأقل معنويا من خلال تنظيم زيارات دورية لمزارعهم، لتزويدهم بمختلف النصائح والإرشادات الفلاحية والمستجدات العلمية. وكانت مديرية محافظة الغابات لجأت إلى مساعدتهم من خلال فتح مسالك تربط بين الطريق الرئيسي البلدي ومختلف مزارعهم، وهو ما سهل عليهم القيام بمختلف العمليات من حرث الأرض الى تسويق الإنتاج. وقد علمنا من إدارة بلدية خيري واد عجول، أن قرية بني مسلم قد أخذت حصصها من السكن الريفي كغيرها من القرى الأخرى، حسب إمكانات البلدية أما بالنسبة للسكن الإجتماعي فالمشكلة على حد تعبير نائب “المير”، تكمن في السكان أنفسهم لأنه في كل مرة تبرمج مشاريع سكنية في القرية، إلا ويتم رفضها من طرفهم لأسباب غير موضوعية نتيجة تمسك كل عائلة بأرضها. أما بخصوص الغاز الطبيعي فقد طمأن مصدرنا سكان القرية أن الدراسة التقنية لإيصال الغاز للمنطقة انطلقت مند مدة، وهو المشروع الذي ستستفيد منه كل عائلات قرية بني مسلم التي تعد البوابة الوحيد للبلدية والواجهة الاقتصادية لها.