حاولت قطر تقديم نفسها في صورة غير تلك التي قدمتها عنها تقارير استخبارتية غربية، بأنها منبع لتمويل ودعم الجماعات الإرهابية في العالم وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش”، حيث نفت قطر هذا الأمر إطلاقا دون تقديمها أدلة تدين الدلائل التي أوردتها الاستعلامات الغربية في وقت سابق حول علاقة قطر بالتنظيم. وعكس تلك التقارير الإخبارية التي تم الترويج لها، خرجت وزارة الخارجية القطرية، مدافعة عن نفسها، حيث أكد وزير الخارجية القطري خالد العطية، أن بلاده لم ولن تدعم الجماعات الإرهابية بأي شكل من الأشكال. وشدد الوزير القطري في بيان نشر في لندن وأوردته الصحف القطرية، أمس الأحد، على حرص قطر على بذل كل ما في وسعها لتحقيق السلام والعدالة في الشرق الأوسط، داعيا لتحرك جماعي لإنهاء العنف في العراقوسوريا. وأكد على أن قطر ”لم ولن تدعم الجماعات المتطرفة، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية داعش بأي شكل من الأشكال وترفض أفكارها وأسلوبها العنيف وطموحاتها”. وتأتي محاولة تبرئة الذمة بعد أن وجهت بلدان غربية اتهمات لقطر بدعم الإرهاب، وفي مقدمتهم ألمانيا التي وجهت على لسان وزير خارجيتها مارتين شيفر اتهامات بتمويل الدوحة لتنظيم داعش الإرهابي ودعمه وحملتها مسؤولية ما يترتب عن ذلك الدعم، حيث أحدثت هذه التصريحات أزمة دبلوماسية بين البلدين حملت بارلين لتقديم توضيحات فيما بعد مكتفية بالقول إنها الآن لا تمتلك الأدلة عن التمويل. ومضى وزير الخارجية القطري قائلا ”إن رؤية الجماعات المتطرفة للمنطقة لا تتفق مع رؤية قطر ولن تدعمها مطلقا بأي حال من الأحوال”. ولم يكتف الوزير القطري بهذا القدر من التوضيح، بل وجه دعوة إلى الحكومة العراقية بالعمل على توفير السلامة والأمن للمدنيين وتعهد بأن تواصل قطر تقديم المساعدات الإنسانية للشعب العراقي. وقال إن قتل المدنيين الأبرياء والترحيل القسري لمئات الآلاف من الأشخاص يهدد وجود العراق والسلام والأمن في المنطقة بأسرها. وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، أكد العطية الذي يشارك في الاجتماع الوزاري العربي بالسعودية، أن قطر تدعم المعارضة السورية مثل الكثير من الدول الأخرى في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي ولكنها لا تمول تنظيم الدولة الإسلامية أو أي فصائل متطرفة أخرى. وتأتي هذه التوضيحات في وقت توجه فيه أصابع اتهام العالم بأسره إلى دول الخليج وفي مقدمتهم قطر والسعودية في دعم التنظيمات الإرهابية، كما أن محاولة تنصل قطر من تنظيم داعش يأتي بعد عملية قتل رعية من قبل التنظيم بنحره مثل الشاة، الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة وحمل الغرب على الاستعداد لمواجهة التنظيم الذي قالت واشنطن إنه أخطر بكثير من تنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات 11 سبتمبر بالولايات المتحدةالامريكية.