تواصل القوات العراقية مدعومة بميليشيات موالية والبشمركة هجومها المضاد ضد تنظيم ”الدولة الإسلامية”، على وقع استمرار المساعي الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، وذلك بعد نجاحها باستعادة آمرلي وسليمان بيك في محافظة صلاح الدين. استأنفت القوات العراقية هجومها على تكريت، بعد أيام من وقف العملية الهادفة لاستعادة المدينة التي سيطر عليها مسلحو ”تنظيم الدولة” في جوان الماضي. وعلى الصعيد السياسي، استمرت المفاوضات التي يقودها رئيس الوزراء المكلف، حيدر العبادي، مع مختلف التيارات العراقية في محاولة لتشكيل حكومة وحدة تعمل على احتواء خطر تنظيم الدولة. وفي هذا السياق، بدأت الأحزاب الكردية في مفاوضات مع القوى السياسية العراقية للمشاركة في الحكومة، مع إصرار أربيل على أن تدفع بغداد نحو 8.5 مليار دولار لإقليم كردستان، كما يشترط الإقليم أن تدفع الحكومة المركزية ميزانية الثلث الأخير من العام الحالي، وذلك بعد أن أوقفت حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي دفع مستحقات كردستان منذ نحو 4 أشهر، كما تصر القيادة الكردية أيضا على تنفيذ البند 140 من الدستور العراقي الخاص بحل تبعية المناطق المتنازع عليها في كركوك وأطراف الموصل، وعلى دمج قوات البشمركة في الجيش والمؤسسات العسكرية العراقية. ومن جهته أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإرسال 350 جنديا إضافيا إلى العراق لحماية المنشآت الأمريكية والموظفين العاملين فيها، حسب ما أعلن البيت الأبيض، ليرتفع بذلك عدد الجنود حوالي 820 جنديا، ويأتي هذا الإعلان إثر بث تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا يزعم أنه يظهر ذبح رهينة أمريكي ثان هو الصحفي ستيفن سوتلوف، وحسب المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل البحري جون كيربي، فإن عدد العسكريين الذين تم إرسالهم منذ 15 جوان إلى العراق لتعزيز أمن المقرات الدبلوماسية الأمريكية سيرتفع إلى حوالي 820 جنديا، وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان إن الرئيس أجاز لوزارة الدفاع تلبية طلب وزارة الخارجية إرسال حوالي 350 عسكريا أمريكيا إضافيا لحماية منشآتنا الدبلوماسية في بغداد. وأعرب البيان عن نية أمريكا مواصلة دعمها الحكومة العراقية في جهودها الرامية لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يشكل تهديدا ليس فقط للعراق وإنما للشرق الأوسط برمته ولموظفي الولاياتالمتحدة ومصالحها في هذه المنطقة، وقال البيت الأبيض أن أوباما سيتشاور هذا الأسبوع مع حلفاء الأطلسي بشأن اتخاذ إجراءات إضافية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإقامة ائتلاف دولي ذي قاعدة عريضة لتنفيذ إستراتيجية شاملة لحماية المواطنين في مواجهة الجماعة المتشددة التي استولت على أجزاء من العراق وسوريا.