ينظم قسم اللغة والأدب العربي بكلية الآداب واللغات بجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة، ملتقى دوليا بعنوان ”الأدب والثورة الجزائرية” يومي 9و8 نوفمبر المقبل، بهدف إبراز تجليات الثورة الجزائرية في الأدب الجزائري ولمغاربي والعربي بصفة عامة، والحاجة إلى دراسات أدبية أكثر انضباطا ومنهجية لإبراز علاقة الأدب بالثورة، ولتحليل أثرها الفعال في بروز ونشر الروح الوطنية وتنمية الوعي القومي، فضلا عن تحقيق التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية. ستسلط إشكالية الملتقى الضوء على علاقة الأدب بالثورة الجزائرية التي ظلت راسخة منذ وطئت أقدام الاستعمار الجزائر، حيث عانقت كتابات الأدباء ما قبل الثورة في شكل تطلعات ورؤى تهدف إلى التخلص من الاستعمار الغاشم، وواكبت الثورة وكانت لسان حالها، لتتحول إبّان الاستقلال إلى ذاكرة الأدب بكل أشكاله وتعالج قضايا الراهن في ضوئها. كما ساهمت الثورة التحريرية في تطوير الأدب الجزائري بما أضفته عليه من مسحة واقعية، فكان أن فتحت أمامه آفاقا واسعة على مستوى المضامين وحتى الأشكال، فارتبط الأدب بالواقع وتحول محور الارتكاز من التقاليد والحب والمرأة إلى الإنسان والنضال والروح الجماعية. وظل تأثير الثورة الجزائرية فعالا وتحفيزيا في الأدب الجزائري، وذلك بما كان لها من فضل في تعميق رؤى الأدباء وتفجير طاقاتهم الإبداعية، فكتبوا عن نضال الشعب الجزائري، وألهمتهم الثورة في كل ذلك روحا جديدة بل أكسبتهم مشروعية انتقاد مختلف الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية، وذلك في حدود قناعات وتصورات وتطلعات كل أديب. وضمن المسار العام للأدب الجزائري الذي تناول الثورة التحريرية، توزعت الكتابات واختلفت وتباينت أطروحات الأدباء بإزاء الثورة، غير أنه تم تمييز الطابع التقديسي الذي أضفاه الأدباء على الثورة في المراحل التي واكبت الثورة وبعد الاستقلال، حيث ربط أغلب الأدباء الجزائريين في أعمالهم الأدبية بين أحداث ووقائع الثورة وأحداث ووقائع مرحلة الاستقلال. وسيتم التطرق خلال الملتقى إلى عديد المحاور منها محور حور ”تاريخية النص الأدبي الثوري، جمالياته، سياقه، انفتاحه على الآخر، ”الثورة الجزائرية في الإبداع العربي والعالمي”، في حين سيناقش المحور الثلث للملتقى ”دلالات الثورة وأبعادها في الأجناس الأدبية المختلفة -المكتوبة بالعربية أو الفرنسية- الرواية، القصة القصيرة، المسرح، الشعر فصيح أو شعب، إلى جانب محور حول ”القيم الإنسانية في أدب الثورة، وتخطي حدود الزمان والمكان”. كما سيتناول المحور الأخير ” الثورة الجزائرية في كتابات ما بعد الاستقلال، حتى الفترة الأخيرة والمقاربات الجديدة حولها على مستوى الرؤية والموقف”.