شدد المشاركون في ملتقى دولي بعنوان " الجزائر و ثورتها التحريرية في الأدب العربي و العالمي" الذي تحتضنه يوم الأربعاء جامعة ورقلة على "مدى تأثير الثورة الجزائرية في حركات التحرر "مشيرين أنها كانت مصدر الهام لكل الشعوب العربية والمقهورة في العالم بأسره. في هذا الصدد ذكر الأستاذ سيد البحراوي من كلية الآداب بجامعة القاهرة بمصر في مداخلته "الثورة الجزائرية في أعين المثقفين العرب" أن المقاومة الباسلة التي خاضها الشعب الجزائري ضد الإحتلال الفرنسي كانت "ملهمة لكل الشعوب العربية و الشعوب التي كانت ترزح تحت نير الإحتلال الأجنبي في العالم بأسره". وأضاف أنه على الصعيد الفني والثقافي انتقل صدى الثورة التحريرية الجزائرية إلى السينما المصرية وذلك يتجلى في إنتاج فيلم سنة 1958 حول المجاهدة جميلة بوحيرد من إخراج السينمائي يوسف شاهين. واعتبر المحاضرهذا الفيلم بمثابة "نموذج فكري ثقافي لمساهمة الثقافة المصرية في الثورة الجزائرية"مشيرا لما لهذا الإنتاج السينمائي من تأثير "إيجابي" على السينما المصرية. وقال الأستاذ البحراوي في هذا الصدد "لقد شكل هذا الفيلم نقلة نوعية في مسار السينما المصرية و كان له أثره في تطور الوعي الفني لدى المخرج يوسف شاهين الذي فضح من خلال هذا العمل السينمائي المبدع همجية الإحتلال الفرنسي وسياسة الأرض المحروقة التي انتهجها ضد الشعب الجزائري". و من جهته أشار الأستاذ فهد سالم خليل الراشد وهو باحث لغوي من دولة الكويت في مداخلة له بعنوان" لغة المشهد في ريح الأوراس" أن الحديث عن الجزائر و ثورتها التحريرية في الأدب العربي و العالمي "هو في الحقيقة حديث عن ثورة ضد المستعمر الفرنسي". وأضاف أن هذه الثورة المسلحة "ليست بالعادية وليست أيضا كسائر الثورات التي قرأ عنها وسمع عنها الجميع". وقال المحاضر "ان الإستعمار الفرنسي قام بتدمير حياة أجيال بكاملها وقصف البيوت و سلب ممتلكات الشعب الجزائري الذي جابه ذلك بمقاومة مسلحة باسلة إنطلقت شرارتها في الفاتح من نوفمبر 1954 والتي توجت بدحر العدو بعد أن قدم الشعب قوافل من الشهداء تجاوز عددهم المليون ونصف المليون شهيد". ويعقد هذا الملتقى الذي ينظمه قسم اللغة و الأدب العربي بكلية الآداب و اللغات بجامعة "قاصدي مرباح" بورقلة في إطار الإحتفالات بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية . ويرمي إلى "رصد أهم تجليات صورة الجزائر في محتوى إنتاجات الكتاب و الأدباء في الوطن العربي و العالم" من خلال مختلف الأجناس الأدبية من الشعر أو السرد أو المسرح أو أدب الرحلة - كما أوضح المنظمون . و سيساهم المشاركون ضمن أشغال هذا الملتقى الدولي وعلى مدار يومين في إثراء محاور اللقاء من خلال تقديم عديد المداخلات من بينها " الجزائر و ثورتها في الشعر " و " إيقاع الثورة وافق التصالح مع التاريخ " و" كتابة الثورة و ثورة الكتابة في الرواية الجزائرية " و " تجليات الفعل الشعري الثوري في إلياذة الجزائر لمفدي زكرياء" و " أبعاد تجليات الثورة الجزائرية في الشعر المغربي الحديث" و "الثورة الجزائرية في المسرح الجزائري و العربي و العالمي ". و يشارك في هذا اللقاء الأدبي كوكبة من الأساتذة والأدباء من جامعات الوطن وأخرى من بلدان عربية.