مساعي فرنسية لتأسيس "دولة الأزواد" في الزنتان الموقف المغربي سلبي وحظوظ نجاح المبادرات التونسية ضعيفة بلحاج، قذاف الدم ولواء من نظام القذافي أبدوا رغبة بالمشاركة في جلسات الحوار أكدت أمس، قيادات ليبية ل”الفجر”، تلقيها قرار تأجيل الاجتماع التشاوري الليبي - الليبي، من السلطات الجزائرية، وهو اللقاء الذي كان مقررا في الجزائر العاصمة بعد غد، وأشارت إلى أن التأجيل سببه منح فرصة لإقناع كافة أطراف الأزمة الليبية ”المتحفظة” على حضور شخصيات معينة مفاوضات الجزائر، في الوقت الذي أسرت مراجع أخرى بأن إرجاءه يأتي بالموازاة مع تزامن لقاء مسؤولين أمميين بقيادات ليبية في محاولة للتقريب فيما بينهم. أفاد المتحدث باسم عبد الحكيم بلحاج، رئيس المجلس العسكري السابق لطرابلس، في اتصال مع ”الفجر” أن قرار التأجيل مرتبط بكسب مزيدا من الوقت إلى حين تلبية كافة أطراف الأزمة الليبية دعوة المشاركة في الاجتماع الجامع، معتبرا أن الجزائر ”أفضل من يقوم بدور ريادي في المنطقة لحلحلة الأزمة الليبية التي تعصف بالبلاد، خصوصا وأنها الدولة التي تسعى إلى تجنيب تدخل عسكري، ووقفت ضد الناتو في موقف واضح عكس باقي دول الجوار”، وتابع بأن ”بلحاج رفض النزول في مصر لحضور اجتماع حول المصالحة، مفضلا الجزائر من أجل اللقاء بأطراف المعارضة”، وقدر المصدر تاريخ 23 و24 سبتمبر القادمين، كأجل للاجتماع التشاوري الليبي. وفيما يتعلق بالأطراف المؤيدة والرافضة للقاء التشاوري في الجزائر، أشار المتحدث إلى أن ”جماعة طبرق” كما سماها، تتعاطى بتحفظ مع المبادرة، موضحا أن المناطق الحدودية مع مصر تميل إلى المبادرات المصرية، لكن الجهات المحاذية للجزائر وتونس، تؤيد المساعي الجزائرية، في حين أن أغلب التيارات تشجع الجلوس على طاولة الحوار في الجزائر. ومن الشخصيات المرجح حضورها اللقاء، قذاف الدم، وهو من شخصيات نظام العقيد معمر القذافي، المقيم حاليا في مصر، الذي أبدى رغبته بالقدوم إلى الجزائر، ووفق المتحدث فإنه لم يتلق بعد الضوء الأخضر من السلطات الجزائرية لدخول البلاد، للانضمام إلى الفاعلين في حل الأزمة السياسية والأمنية الليبية. وفي سياق متصل، وحسب مصادر ليبية متطابقة، فإن مسؤول أمني بارز في نظام القذافي، اللواء علي كنة، يكون من بين المشاركين الرئيسيين في المحادثات التي ترعاها الجزائر. وقال المتحدث باسم حكيم بلحاج، إن الوضع في ”تونس معقد جدا” ما يقلل من حظوظ نجاح أي وساطة تونسية تحاول إخراج ليبيا من الوضع الراهن، بينما وصف الموقف المغربي بالسلبي بخصوص بلاده، منتقدا القيادة المصرية في تعقيبه على المواقف الرسمية من الوضع الليبي، وقال أن السيسي بمواقفه يدفع إلى تصدير مشاكله الى الحدود الليبية. وبخصوص الدور الفرنسي في المنطقة، كشف المتحدث النقاب عن سعي فرنسا لتأسيس دولة الأزواد في الزنتان، بعد أن شاركت في إعادة ترتيب دولة مالي على خلفية التدخل العسكري مطلع 2013 في شمال البلاد. ويرى مراقبون أن الموقف الجزائري بشأن الأزمة الليبية سيكون لها ثقل كبير بين الأحزاب والفصائل على كلا الجانبين بعد أن أشارت إلى أن الجزائر هي الوسيط الأكثر قبولا في المفاوضات.