تأجل إعلان الحكومة الجديدة في ليبيا إلى وقت لاحق بعدما كان مقررا أن يتم ذلك أمس، وتبين من خلال معطيات تحدث على الأرض الليبية، أن خلافات بين ثوار الزنتان وأنصار عبد الحكيم بلحاج في طرابلس كان لها كبير الأثر في هذا التأجيل، ومحل النزاع هو السيطرة على السلاح والقوات الأمنية في ليبيا الجديدة ما يشير إلى بقاء هاجس الحرب الأهلية. يواجه عبد الحكيم الكيب الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في ليبيا، نفس العراقيل التي واجهت الرئيس المستقيل محمود جبريل، حيث كان منتظرا أن يعلن عن تشكيلها يوم أمس غير أنه تأجل إلى حد الساعة الإعلان عنها، والسبب كان صراعات حول وزارات السيادة على غرار الدفاع والداخلية، هاتين الأخيرتين تكتسيان طابعا ذو أهمية كبرى، لما له علاقة بالسلاح وميليشيات الثوار التابعة لكل من عبد الحكيم بلحاج بالعاصمة طرابلس من جهة، ومسلحي الزنتان من جهة أخرى، وقد بدأت أولى خيوط الخلاف تظهر على السطح بعد محاولة ثوار طرابلس إظهار عبد الحكيم بلحاج بالبطل الوحيد الذي حررها، بينما استاء ثوار الزنتان من ذلك خاصة وأنهم من ساهم رفقة ثوار مصراطة في التعجيل بدخول العاصمة، كما أن هؤلاء يصرون على لعب دور في القيادة الجديدة خاصة التي ستتمخض عن الحكومة المزمع الإعلان عنها من طرف الرئيس المكلف عبد الحكيم الكيب، هذا الأخير قد يواجه نفس السيناريو الذي عجل برحيل محمود جبريل، ويتبين من خلال آخر المعطيات على الأرض الليبية أن الصراع بين الزنتانيين والثوار الموالين لبلحاج بطرابلس تأجج بعد إلقاء القبض على سيف الإسلام القذافي من طرف ثوار الزنتان، وهو ما جعلهم يشعرون بمزيد من القوة في طرح أنفسهم كصاحب الحق في تسيير وزارة الداخلية والدفاع، وهدف ذلك هو السيطرة على السلاح المنتشر في ليبيا، وهو نفس المسعى الذي يجري وراءه رئيس المجلس العسكري في طرابلس، وقد يحتدم الصراع أكثر إذا ما غيب أحد الطرفين عن الحكومة الجديدة، وقد يتطور إلى مواجهات عسكرية ستدخل الليبيين في حرب أهلية كما يتوقع المتتبعون للشأن الداخلي الليبي، خاصة وأن ثوار طرابلس الذي ينتمي أغلبهم إلى الجماعة الليبية المقاتلة التي يدعمها القطريون بالسلاح، يصرون على افتكاك نصيب في الكعكة الحكومية التي تريد قطر تكشيلها لخدمة مصالحها الخاصة. إلقاء القبض على عبد الله السنوسي أفادت تقارير إعلامية تداولاتها بعض الوسائل الإعلام الليبية أمس، أن عبد الله السنوسي، مدير مخابرات في نظام معمر القذافي قد تم اعتقاله في ليبيا، وذلك بعد يوم من اعتقال سيف الإسلام القدافي نجل الزعيم الليبي الراحل، وكان السنوسي محل بحث من طرف محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وأصدرت مذكرة قبض دولية ضده. وكان فارا رفقة نجل معمر القذافي سيف الإسلام، حيث غادر مدينة سرت قبيل اغتيال العقيد معمر القذافي.