أكد أمس القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني «الصادق بوقطاية» أن تصريحاته في اللقاء الذي نظمته القبائل الليبية الجمعة الفارط بطرابلس لا تتناقض مع الموقف الرسمي للجزائر والرافض لكل تدخل أجنبي في الشأن الليبي، مفندا بشكل قاطع أن تكون مداخلته قد عبّرت عن أي دعم أو مساندة للعقيد معمر القذافي أو نظامه. استغرب عضو اللجنة المركزية في الحزب العتيد والنائب الأسبق في المجلس الشعبي الوطني ما أثير حول مشاركته في الاجتماع الوطني للقبائل الليبية الذي احتضنته العاصمة طرابلس الجمعة، متسائلا عن خلفيات الضجة الإعلامية «المغرضة»، التي أثارتها بعض الأطراف، مؤكدا بالقول إن مشاركته كانت بتكليف من الأمين العام للحزب «عبد العزيز بلخادم» لتمثيل الأفلان، ولم تكن المشاركة بمبادرة شخصية. وعن الجهة المنظمة التي وجهت الدعوة ل«الأفلان» لحضور هذا اللقاء، أوضح محدثنا أن لا علاقة لنظام «القذافي» وما يعرف باللجان الشعبية بهذا الاجتماع مثلما ادعى البعض، وأن اللقاء عبارة عن اجتماع وطني للقبائل الليبية ومن تنظيم هذه الأخيرة، أي القبائل، وأن وفد «الأفلان» لم يكن الحاضر الوحيد للاجتماع، وإنما كانت هناك أحزاب من المغرب ومن تونس ومن دول إفريقية وعديد من الشخصيات السياسية الدولية، لمناقشة إشكالية أساسية وهي دور القبائل في حقن دماء الليبيين ووقف الاقتتال الدائر حاليا من أجل الوصول إلى مصالحة وطنية، وهو اللقاء الذي حضره ما يقارب 2000 شيخ قبيلة. وردّا على ما أثير إعلاميا حول مداخلة ممثل «الأفلان» في الاجتماع الآنف الذكر، أكد «بوقطاية» أنه كان منسجما مع الموقف الجزائري وهو موقف ثابت يناهض ويرفض كل تدخل أجنبي في الشأن الليبي، سواء كان الأمر يتعلق بتدخل عربي أو غربي أو إفريقي، وقال إن كلمته لم تخرج عن هذا الإطار ولم تحمل أية مساندة لطرف على حساب طرف آخر، معتبرا ما جرى تسويقه إعلاميا على أنه دعم من «بوقطاية» لنظام «القذافي» لا أساس له من الصحة، وذهب محدثنا إلى القول «لم أذكر القذافي أو نظامه وكل ما قلته هو أننا لا نتدخل في الشأن الداخلي الليبي وأننا ضد قصف المدنيين الليبيين، وأنها فرصة مواتية للاحتكام للعقل وأن يتحمل كل ليبي مسؤوليته بما يضمن السيادة الليبية». واعتبر «بوقطاية» ما وصف على أنه «توريط للجزائر في دعم القذافي» كلام فارغ لا أساس له، وأوضح قائلا «أنا لم أذهب لأوقع اتفاقية باسم الجزائر بل عبّرت عن موقف ثابت للأفلان وهو أن ليبيا دولة ذات سيادة وما يحدث على أراضيها هو شأن ليبي يفترض أن يحلّ داخليا دون تدخل أجنبي»، ومن وجهة نظر القيادي في الحزب العتيد فإن ليبيا دولة مجاورة للجزائر والأفلان وعلى غرار الموقف الرسمي مهتم لسلامة الأراضي الليبية، وأن انزلاق الوضع في ليبيا والتدخل العسكري وما صاحبه من انتشار للأسلحة له آثاره ليس على الجزائر فحسب بل على منطقة الساحل ممثلة في المغرب وموريتانيا ودول إفريقية أخرى لأن الأسلحة قد وصلت إلى منطقة الساحل.